سكرتارية التحرير أمنية الجميل محمد العربي التدقيق اللغوي رانيا محمد شيرين بيومي

Transkript

1

2

3

4 (8) سكرتارية التحرير أمنية الجميل محمد العربي التدقيق اللغوي رانيا محمد التصميم الجرافيكي شيرين بيومي

5 الدرا سات الم ستقبلية في م صر الإطار الأمثلة الر ؤى إدجار جول ترجمة محمد العريب وحدة الدراسات المستقبلية تم إصدار النسخة األصلية من هذه ادلراسة من مركز ادلراسات املستقبلية )IZT( يف برلني أملانيا ونعرب عن جزيل شكرنا للمركز لسماحه بالنرش.

6 مكتبة اإلسكندرية بيانات الفهرسة- أثناء النشر )فان( جول إدجار. الدراسات المستقبلية في مصر : اإلطار األمثلة الرؤى / إدجار جول ترجمة محمد العريب. اإلسكندرية مصر : مكتبة اإلسكندرية وحدة الدراسات المستقبلية ص. سم. )اوراق 8( تدمك يشتمل على إرجاعات ببليوجرافية. 1. الحداثة. 2. التنمية االجتماعية. 3. التغير االجتماعى. 4. مصر -- أحوال اجتماعية. أ. العريب محمد. ب. مكتبة اإلسكندرية. وحدة الدراسات المستقبلية. ج. العنوان. د. السلسلة. ديوي ISBN: رقم اإليداع: 13363/ مكتبة اإلسكندرية االستغالل غير التجاري تم إنتاج المعلومات الواردة في هذه الكراسة لالستخدام الشخصي والمنفعة العامة ألغراض غير تجارية ويمكن إعادة إصدارها كلها أو جزء منها أو بأية طريقة أخرى دون أي مقابل ودون تصاريح أخرى من مكتبة اإلسكندرية. وإنما نطلب اآلتي فقط: يجب على المستغلين مراعاة الدقة في إعادة إصدار المصنفات. اإلشارة إلى مكتبة اإلسكندرية بصفتها»مصدر«تلك المصنفات. ال يعتبر المصنف الناتج عن إعادة اإلصدار نسخة رسمية من المواد األصلية ويجب أال ينسب إلى مكتبة اإلسكندرية وأال ي شار إلى أنه تم بدعم منها. االستغالل التجاري يحظر إنتاج نسخ متعددة من المواد الواردة في هذه الكراسة كلها أو جزء منها بغرض التوزيع أو االستغالل التجاري إال بموجب إذن كتابي من مكتبة اإلسكندرية وللحصول على إذن إلعادة إنتاج المواد الواردة في هذه الكراسة ي رجى االتصال بمكتبة اإلسكندرية ص.ب. 138 الشاطبي اإلسكندرية مصر. البريد اإللكتروين: secretariat@bibalex.org

7 قائمة المحتويات ملخص الدراسة...7 المقدمة...9 الخلفية والظروف والسياقات المؤسسات والخبرات...24 التحديات واألنشطة...49 انطباعات ووجهات نظر...78 األدبيات والمراجع...84

8

9 ملخص الدراسة خالل العقد األخير كان هناك العديد من األنشطة المتنوعة والمتميزة والمتعلقة بالبحوث المستقبلية في مصر فقد تم إنشاء العديد من المؤسسات والهيئات المهتمة بهذا المجال. وعلى الرغم من أن هذه المؤسسات غالب ا ال تكون على مستوى المعايير العلمية المطلوبة فإن إنتاجها ودراساتها تقدم عناصر جيدة وهامة للنقاشات المستقبلية والقرارات السياسية. وعلى األرجح ستؤدي ثورة يناير 2011 والصراعات المجتمعية المستمرة والمعقدة والمتباينة إلى تزايد الحاجة إلى التفكير المستقبلي والدراسات المستقبلية. ومن ثم يقدم هذا التقرير نظرة عامة على السياق والظروف وأنماط التفكير المستقبلي في مصر كما يتناول هذا التقرير التحديات والقضايا الكبرى. ويركز الجزء األكبر منه على المؤسسات المهتمة بالبحث المستقبلي ومشروعاتها. باإلضافة إلى تناول مشروعين ضخمي ن يحاوالن أن يجسدا نمط التنمية المستدامة بطرق مختلفة. ويف النهاية يقدم التقرير تقييمات ونقدا ذاتي ا ووجهات نظر لعدد من الخبراء مختارين من حقل التفكير المستقبلي في مصر.

10

11 المقدمة نظر ا للتعقيد والديناميكية المتزايدة التي تتسم بها حركة المجتمعات المعاصرة فإن عدد ونوعية التحديات يتزايد كما أنها تثير االنتباه واالهتمام المتزايد حول المستقبل وتطوراته والطرائق البديلة للتنمية والقرارات والسياسات األفضل ومنع األزمات واآلثار السلبية. عالوة على هذا فإن الدراسات المستقبلية في عدة بلدان في تطور مستمر وهناك العديد من المؤسسات المختصة التي يتم تأسيسها واالقترابات الجديدة التي يتم اختبارها. ويف مصر فإن هذا المجال بدأ في الظهور ببطء ومتأخر ا.»تعتبر الدراسات المستقبلية مجاال جديد ا في مصر ورغم أن هذه الدراسات بإمكانها أن تعمل على إعادة اكتشاف موارد الدولة وخياراتها وأن تعمل كنظام تحذير مبكر لتجنب األخطاء في المستقبل فقد أجريت أربع دراسات مستقبلية فقط في الخمس وعشرين عام ا الماضية«. هذا ما ذكره الدكتور سيد الصاوي أستاذ االقتصاد بالمعهد القومي للتخطيط في جريدة األهرام ويكلي )2006(. وكغيره من المجاالت التنموية فإن الرؤى والمنظورات الغربية تسيطر على مجال الدراسات المستقبلية. وغالب ا ما يتم تجاهل التطورات في البلدان األخرى خارج نصف

12 10 العالم الغريب بشكل واسع بل على العكس من هذا فإن الشرق األوسط أسير قوالب فكرية جامدة ومشاعر استياء يفرضها الغرب. على األقل هناك نقص حاد في المعرفة بهذه الثقافات وتلك المجتمعات الشرق أوسطية ويبدو أن هذا العجز الهائل له جذور تاريخية عميقة وناتج عن تناقضات جيوبوليتكية بين الغرب والبلدان الشرقية )انظر االستشراق إلدوارد سعيد(. ومن العوامل البسيطة ولكن المؤثرة في هذا الجهل الغريب المستمر هو الترجمات القليلة جد ا والنشر المحدود لألعمال التي يقوم بها المفكرون والكتاب من البلدان الشرقية. وأحاول بهذه الورقة أن ألقي الضوء على خصائص وسياقات ومؤسسات واتجاهات األبحاث المستقبلية في واحدة من أكبر بلدان المنطقة العربية واإلسالمية وأكثرها تأثير ا وهي مصر. وهذه الورقة معتمدة أساس ا على سنتين من العمل المتواصل في مركز الدراسات المستقبلية بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري وقد تعلمت فيهما بعض ا من جوانب هذا المجتمع المصري ومجال الدراسات المستقبلية الذي الزال وليد ا في هذا البلد. وأحاول هنا أن أشارك القراء المهتمين بعض انطباعاتي. وأود أن أشكر كل زمالئي بمركز الدراسات المستقبلية للطفهم ودعمهم وصبرهم. كما أتوجه بشكر خاص إلى الدكتور ماجد عثمان رئيس المركز والذي قاد المركز في اتجاه التفكير المتوجه نحو المستقبل والكثير من الحرفية وإلى تعزيز الكثير من قدراته وإمكانياته. كما أود أن أشكر السفير محمد الكامل والدكتور محسن توفيق حيث كانت المناقشة والتعاون معهما من دواعي السرور والشكر أيض ا للدكتور محمد

13 11 منصور في المقام األول لدعوته الكريمة إلى جامعة أسيوط والتي كانت رحلة لطيفة ومدهشة. كما أشكر أيض ا المديرين التنفيذيين للمركز على التوالي الدكتورة عبير شقوير والدكتورة نسرين لحام والدكتورة نهلة السباعي الالئي تحملن الجزء األكبر من عبء العمل واالتصاالت والترتيبات. وأخير ا وليس آخر ا أود أن أشكر شراكئي في اللقاءات لمشاركتي خبراتهم وانطباعاتهم. ومن الجدير بالذكر القول إن الجزء األكبر من هذا التقرير قد تم بحثه وكتابته قبيل الثورة التي بدأت في مصر في يناير 2011 والتي قادت إلى عملية من التحوالت المستمرة في مصر والمنطقة.

14

15 الخلفية والظروف والسياقات يعتبر االهتمام بالمستقبل والتفكير في الخيارات البديلة واإلمكانيات ا قدم الثقافات اإلنسانية. إنها خاصية إنسانية عميقة والضرورات نشاطا إنساني ا قديم ووسيلة للحماية من المشكالت القديمة ومن الكوارث واإلعداد لمواجهة التحديات والتهديدات. واألمثلة المبكرة على هذا وجدت في منطقة الشرق األوسط وخاصة في مصر الفرعونية فيمكننا رصد العديد من النبوءات المختلفة وكذلك النبوءة الشهيرة التي تلقاها اإلسكندر المقدوين في واحة سيوة بصحراء مصر الغربية حيث كان يتساءل حول مصيره الشخصي ومستقبل خطته الرامية إلى غزو المنطقة حتى إمبراطورية الهند الشمالية )331 ق.م(. ومن األمثلة الشائقة على هذا والتي تم صياغتها في قالب أدبي ما يخبرنا به األديب األلماني الحاصل على جائزة نوبل في اآلداب األلماني توماس مان عن قصة يوسف بن يعقوب في عمله الصادر في ثالثة مجلدات»يوسف وإخوته«Joseph und.seine Brüder واكن يوسف قد أرسل بعيد ا عن فلسطين إلى مصر الفرعونية منذ ما يقارب 3400 عام. وبعد كثير من األحداث العظيمة فإن الرواية التوراتية تخبرنا أنه فسر حلمي ن للملك أمنوفيس الرابع وهو الملك إخناتون فقال إن الزراعة في مصر ستواجه سبع سنين رغدة يتلوها سبع سنين عجاف. واقترح على الفرعون أن يتخذ االحتياطات الالزمة لمثل هذا التحدي المستقبلي. وقد وثق الملك الشاب في هذا الحكيم الشاب

16 14 القادم من فلسطين وأمر ببناء العديد من صوامع التخزين حول مصر كلها وقام بملئها بفائض الحصاد في السبع سنوات األوىل الرغدة. وبسبب هذا اإلعداد الجيد كانت مصر قادرة على أن تجتاز السنوات السبع القاسية التي أصابت الشعوب المجاورة لها. ويعتمد التفكير المستقبلي الحديث على قدر معين من الحدس والحساسية وأيض ا يعتمد إلى حد بعيد على طرائق أكثر منهاجية وعلمية فالبحث المستقبلي يستخدم كل أنواع اإلمكانيات والموارد واألدوات لجمع المعلومات والبحث والتحليل والتفكير. بدأ التفكير المستقبلي المعاصر بعد الحرب العالمية الثانية في مؤسسات الجيش األمريكي حيث تم إنشاء مؤسسة راند RAND Corporation من أجل خدمة األغراض االستراتيجية وأهداف المؤسسات الكبرى. وقد استخدمت نماذج السيبرانية من قبل خبراء مثل نوربرت فاينر وهيرمان كان واستخدمه عام 1972 دينيس ميدوس )حدود النمو(. ومنذ السبعينيات تم تطوير النماذج الخطابية التشاركية من قبل روبرت يونجك وآخرين. هناك سوء فهم كبير بين العامة وكذلك بين قطاع عريض من صناع القرار يتمثل في أن وظيفة البحث المستقبلي هي رصد التوقعات أو أن باستطاعتها تقديم تنبؤات مستقبلية بشكل أو بآخر. ولكن بالطبع هذه ليست حقيقة األمر وال يمكن أن تكون فهناك العديد من الوظائف الهامة التي يمكن أن يقوم بها البحث المستقبلي.»ليس بإمكاننا أن نعرف المستقبل لكننا من الممكن أن نستخدم المعرفة المستقبلية العلمية من أجل فهم المستقبالت )الممكنة المحتملة المرغوبة( ومن ثم يمكننا

17 15 التصرف بطريقة ديمقراطية تشاركية نستطيع من خاللها أن نقلل من درجة المخاطر/ الكوارث إلى الحد األدنى وأن نصنع مستقبال أفضل«)رودولف كريباخ(. بالمثل تجادل أنيتا روبن بأن: المس تقبل ال يمك ن التنبؤ به والش يء الوحيد الذي يمكنن ا أن نفعله هو أن ا ومن ثم نتحدث هنا عن نبن ي تصورات وأفكار ا عن األحداث الموج ودة قدم مستقبالت بديلة متعددة. المس تقبل ليس محتوم ا ولكن بإمكاننا فقط أن نأخذ في االعتبار احتمالية األحداث والمواقف وذلك عندما نفكر حول االحتماالت الممكنة. بإمكاننا أن نؤثر على مس ار المس تقبل من خالل أفعالن ا واختياراتنا ومن ثم تأت ي أهمي ة معرفة ما هو ممكن وم ا هو محتمل وما هو مفض ل. وبالتالي ال يمكن تجنب ضرورة معاني القيم ومناقش اتها وذلك عند تناول المستقبالت البديلة. وقبل أن نخوض في إعطاء نظرة كلية منتقاة عن حالة البحث المستقبلي في مصر سنحاول أن نصف بعض ا من الخصائص الرئيسية للمجتمع المصري وذلك ألن هذا يمثل تأسيس ا ألي فهم وإمكانيات التطورات المستقبلية في مصر. ورغم أن الثورة المصرية التي بدأت في يناير 2011 والتغيرات الهائلة التي أعقبتها فقد اتضح بعد ا. عام منها أن التغيير الكامل المأمول للنظام سيأخذ وقت ا وجهود ا أكثر مما كان متوقع خاصة وأنه سيكون من الصعب تحسين األوضاع والبنى االجتماعية واالقتصادية على نحو مرغوب فيه. وأخذ ا في االعتبار الخبرات المجتمعية المتنوعة في التحول التي حدثت في شرق أوروبا وأمريكا الالتينية وكذلك االعتماد على مفهوم مثل»اعتمادية

18 16 المسار«.Path dependency ربما سيكون من الواضح األهمية القصوى التي تقع عليها التحوالت متعددة الجوانب لكل شرائح وفئات المجتمع المصري غير أنها تحتاج إلى وقت أطول للتحقق اعتماد ا على تقاليد وخبرات ورؤية المجتمع المصري. وقد الحظ أحد الخبراء منذ سنوات أن مصر تبدو للوهلة األوىل بلد ا عصي ا على الحكم وأنها أصبحت مكان ا يعج بالفوضى واألصوات النشاز والروائح الفياحة ومسرح ا مرئي ا يأتي على كل المعاني وفيه تتشارك قباب الكنائس القديمة والمساجد العتيقة مع سالسل محالت الطعام السريع ومقاهي اإلنترنت. وكغيرها من البلدان النامية لم تمس عملية التحديث إال مجموعة بسيطة جد ا من التقاليد المحافظة والعميقة للمجتمع. ويف الوقت الذي يقوم فيه البعض بدفع فواتير التليفونات من خالل اإلنترنت يعاني أكثر من نصف السكان من األمية. )زيان 2007(. على خلفية هذا الوضع االستقطابي والمعقد يجد علماء االجتماع والتنمية والمفكرون في مصر حزمة معينة من السياسات واالستراتيجيات المقصودة وغير المقصودة ونوع ا من األجندات الخفية التي مرت بها العديد من الدول أو الزالت تمر بها في عملية التغيير والبقاء والتقدم. ويف مصر هناك درجة عالية ملحوظة من اإلحباط والعدمية بين المواطنين وهي مرتبطة بأنشطة النخبة السياسية واألمنية والتي تعيد إنتاج العديد من المشكالت والتحديات. ولنقتبس فقط مثاال واحد ا من إحدى الدراسات األكاديمية عن األوضاع االجتماعية والظروف الصحية في مصر.»ربما يكون واحد ا من أهم التحديات الرئيسة التي تواجهها مصر حالي ا هو كيفية جعل سياسات اإلصالح االقتصادي أكثر إنسانية. في الواقع فإن إهمال الجوانب

19 17 غير االقتصادية من الحياة في الوقت الذي يتم فيه التركيز فقط على الجوانب االقتصادية سوف يؤدي إلى خدمة غرضين متناقضين األول هو أن هذا الوضع سيؤدي إلى تكريس ثقافة الهزيمة والتي تشيع بين المصريين بالفعل خاصة فيما يتعلق بدور الدولة في حياتهم والثاني أنها تؤدي إلى ترسيخ االعتقاد الزائف بأن الجوانب االقتصادية أكثر من االعتبارات اإلنسانية وهي التي تؤدي إلى تحديد السياسات )...(. ويف مصر أخذت عملية التحديث شكل مجموعات وجماعات اجتماعية منعزلة ومغلقة. ومن ثم فإن الحياة اليومية والممارسات المرضية أصبحت تجسيد ا للتمييز االجتماعي في الهوية والنظم االجتماعية والبيئة المحيطة والعالقات االجتماعية والفضاء االجتماعي. وذلك بسبب التحكم في األسرة ويف الجمعيات غير الرسمية والتحكم في عملية المشاركة في السياسة والقيود المفروضة على االلتحاق بها والتي أصبحت العامل المميز لمشروع الحداثة والحضارة في الثقافة المصرية. وتقوم الدولة من خالل تشكيلها البنية االقتصادية بتحديد نوعية الحياة االجتماعية للشعب خاصة أنها تعزز البنية التحتية لعدم المساواة في الدخول والطبقية في المجتمع. كل هذا جعل من مسألة الصحة والمرض أسيرة ألجندة عدم المساواة حيث ال تتحدد القيمة على أساس الال مساواة في الرعاية الصحية ولكن على أساس تأكيد موقع الفرد أو المجموعة في السلم االجتماعي.«مثل هذه المالحظات يمكن الحصول عليها من خالل العديد من المصادر المعتمدة. وقد اعتمدت مالحظاتي وانطباعاتي الذاتية على العديد من المقابالت مع تنويعة واسعة من الشعب المصري في مواقف مختلفة وسياقات متنوعة. ويمكننا التعبير عنها بالعبارات العامة والبسيطة اآلتية غير أنها ال تعدو أن تكون أحكام ا

20 18 بأي سبيل من السبل ولكنها أمثلة للسلوكيات والتوجهات التي قابلتها وكثير منها موجود في الدراسات واألعمال األدبية )مثل كتابات الدكتور جالل أمين على سبيل المثال(. يظهر المصريون الكثير من الود واالنفتاح العام خاصة عند التعامل معهم عن قرب وبطريقة لطيفة وعادلة. وقد يكونون داعمين ومساعدين فلديهم درجة كبيرة من الصبر ودرجة عظيمة من التسامح. المصريون»إنس انيون«بكل ما تحمله الكلمة من أوجه س لبية وإيجابية لهذه الصفة. أحد هذه الجوانب هو األهمية الكبرى لدى المصري للشعور بالتكيف والت واؤم فأحد أهم األهداف ل دى المصريين هو البقاء ألطول مدى في حالة ت واؤم دون الس ماح للمتاع ب أن تعك ر الم زاج الجيد )يقول المثل الش عبي المصري ابعد عن الشر وغني له(. تش يع بين المصريين فجوة كبيرة بين ثقافة األسرة ذات األهمية الفائقة والعالم الخارج ي خاص ة مع ثقافة العمل الحديثة والت ي تحتاج إلى نظام عمل معقد وأش كال معقدة من العالقات. أي أن هناك انفص اال كبير ا بين المجالين العام والخاص. يتعام ل المصري ون بدرج ة عالي ة م ن المرون ة والط رق الخالق ة ف ي ح ل المش كالت فتش يع بينهم البراجماتية وال توجد وصفات مس بقة لكل شيء ا بطريقة تحمل كثير ا يمكن اتباعها حتى أن القرآن الكريم نفس ه يفسر يومي من المواءمة والبراجماتية. هناك العديد من القواعد والقوانين المدونة على الورق ولكن ال توجد رقابة تعادله ا أو ق وة إنفاذ لها إلى جانب أنه ال توجد قوة تدعم اتباع القواعد وبنية

21 19 الدواف ع نح و الس لوك الجيد غي ر كافية. وقد اعت اد معظ م المصريين على التحايل على القواعد القانونية والمعايير األخالقية حتى أنهم ال يش كون من االنتهاكات. هناك درجة كبيرة من اإلحباط بس بب الظروف المعيش ية ونوعية الحياة وهذا اإلحب اط يتزاي د ويبدو أن هن اك تفاؤال أقل بالمس تقبل وأم ال متضائال في أن تتغي ر الظ روف أو أن تتحس ن األوضاع. وعلى الرغم م ن أن الكثيرين من المصريي ن متفائلون بش أن أوضاعهم فإن الش عور بالاليقين حول المس تقبل شعور قوي )االستقطاب االقتصادي واالجتماعي البطالة التقدم(. هناك درجة ثقة متدنية جد ا في الحكومة ومؤسس ات الدولة والنخب المالية وهو األمر الذي تسببت فيه خبرات سيئة سابقة. االتج اه العام في مصر إزاء المش كالت هو لوم اآلخري ن بدال من البحث عن الحل ول أو إحداث التغيير الالزم أو بحث دور الفرد في المش كلة. ويندر أن يكون هناك فعل جماعي وهو ينجح في مناس بات معينة فقط وأحد أس باب هذا هو قمع اآلراء األخرى والبديلة من قبل أجهزة الدولة وقوات األمن. هناك فرص قليلة للمناقش ات المفتوحة والحرة والمش اركة غير المشروطة في عملية صنع القرار من قبل الشعب والمؤسسات البعيدة عن الهيراركية الرسمية التقليدي ة وينبع هذا م ن ميكانزمات الق وة التقليدية الفرعوني ة أو القبلية. وتس ود هذه االتجاه ات في أعلى المجتمع كما تس ود في أدناه )الغطرس ة في مواجهة االمتثال(. ويؤثر هذا بشكل خاص على نمط التعليم )التلقين المجرد بدال من التحليل والنقاش(.

22 20 وكثير من هذه الخصائص والمالمح من الممكن أن توجد في معظم المجتمعات المعاصرة إلى حد معين وبطريقة أو بأخرى. ويمكن أن نذكر أيض ا التطور الديمغرافي في مصر فبسبب استقرار معدل المواليد المتزايد فإن تزايد معدل نمو السكان يمثل تحدي ا غير اعتيادي أمام التنمية المستقبلية وكذلك فإن الكثير من برامج وسياسات اليوم التنموية ذات اآلثار اإليجابية أحيان ا تم تقليصها وإلغاؤها بسبب تزايد عدد السكان. وهذا أيض ا ملمح آخر تتشارك فيه مصر مع بقية البلدان النامية. وأحد المالمح الكلية أيض ا لمصر المعاصرة النهج األوتوقراطي والمحافظ الذي يحكم المشاركة السياسية الديمقراطية للمواطنين والناتج عن العجز التنموي. وتشير العديد من التقارير التنموية إلى هذا الجانب مثل دراسة برنامج األمم المتحدة للتنمية األخيرة»التنمية اإلنسانية هي طريقة للنظر للتنمية باعتبارها أبعد ما تكون عن السقوط واالرتفاع في معدالت الدخول إنها تدور حول خلق بيئة يستطيع فيها الناس أن يطوروا من إمكانياتهم الكلية وأن يقودوا حيواتهم بصورة خالقة ومتوافقة مع اهتماماتهم واحتياجاتهم. وهي تقوم على فهم مؤداه أن البشر هم الثروة الحقيقية لألمم وأن االستثمار في تنميتهم اإلنسانية هو الطريقة األكثر تأكيد ا لتحقيق النمو االقتصادي الدائم والمستقر.«)أمة العليم الصواصة في تقرير التنمية البشرية العربية 2009( وأحد أهم سمات المجتمع والثقافة في مصر تظهر في مجال العمل. واكنت إحدى النتائج الرئيسية التي خرجت بها دراسة عن أخالقيات العمل في المناطق الحضرية بمصر تتمثل في»أن نمط العمل ونمط القيادة يعدان من تحديات أخالقيات العمل

23 21 ويمكن وصفها بالتكافل بين السيطرة والخوف control fear symbiosis فالسيطرة والخوف يديمان بعضهما ويخلقان بيئة عمل عدائية ذات إنتاجية أقل ودوافع أقل وخوف من التغيير واإلبداع. وقد تكون االتصاالت وتدفق المعلومات والتفكير خطوات ضرورية لكسر هذه الدائرة الفاسدة.«)العمري 2008( بشكل عام فيما يتعلق بالعمل الجماعي والتعاون والعمل يمكننا أن نرصد ا للهوية الجماعية ا عام ا من انعدام الثقة وانعدام الشفافية. ويبدو أن هناك انعدام نوع والثقافة الجمعية والتضامن والمسئولية وتقدير اإلنجاز الفردي. غير أن هذه الصفات ضرورية بالنسبة إلى التجمعات القوية والمؤسسات الوظيفية كما يزعم خبراء اإلدارة»كل فريق يحتاج إلى أهداف بسيطة ومحددة وموحدة وأن تكون المهمة واضحة بشكل كاف ولكن أيض ا طموح إلنتاج رؤية مشتركة وبدون االرتباط برؤية مشتركة لن تكون هناك مؤسسة فقط سيكون هناك جماعة من الناس.«)بيتر دراكر(. وتتمثل بعض آثار هذا العجز في مصر في عدم االنتفاع بقدارت المكون البشري ودرجة التقلب الكبيرة التي يتميز بها فريق العمل خاصة الخبراء الذين يتمتعون بمؤهالت عالية وتطلعات كبيرة في المؤسسات. والسبب الرئيس أمام هذه المالمح السلبية هو االفتقار إلى اإلدارة الجيدة خاصة فيما يتعلق بالموارد البشرية والتعليم والكفاءات.»في اإلدارة يتم التركيز على البشر وتكمن مهمة اإلدارة في تمكين الناس من تحقيق إنجازاتهم وذلك من خالل التركيز على نقاط القوة وتعظيمها وتهميش نقاط الضعف.«

24 22 وباختصار فإنه من الممكن تطوير العديد من المؤسسات والمنظمات في مصر بما في ذلك العاملة في البحوث المستقبلية والتفكير المستقبلي من خالل العمل على ثالثة مستويات: 1 على 1. المس توى الفردي من خالل تطوير وتحس ين روح الفريق )االتجاهات العقلية( وذلك على أس اس القدرات والدواف ع الجيدة والعالقات والروابط القوية واالعتمادية والثقة. 2 عل ى 2. مس توى المنظمة من خ الل»اإلدارة المعكوس ة«)تدف ق المعلومات تعلم التنظيم البنى الرسمية وغير الرسمية العمليات العالقات بنية الدوافع المشاركة(. 3 إيجاد 3. بني ة لفرص التفاعل والتعلم من خالل خلق فضاءات وأوقات للتفاعل )األفقي والرأس ي الرسمي وغير الرس مي( وأوضاع مماثلة من أجل التواصل والتوجيه أكثر نحو العمل ومنظوراته. ا وليس التفكير الكلي والمعني بالمستقبل بغريب عن المنطقة العربية كلي ولكن من الواضح أنه تم دفنه تحت العديد من األيديولوجيات المريحة والمصالح المحافظة. وأحد أهم األمثلة المبكرة على تقدم التفكير االجتماعي في المنطقة: هو المؤرخ العالمة ابن خلدون الذي عاش منذ ما يقارب 600 عام ويعتبر عالم االجتماع األول الذي عرف السياسة في كتابه الشهير»المقدمة«فيما يأتي:»تتكون من إدارة البيت والجماعة على أساس األخالق والحكمة وذلك من أجل حث الناس على التصرف بما يضمن حماية النوع وبقائه«)ابن خلدون 1992(.

25 23 وهذا يعني أن ابن خلدون كان لديه ما يقارب الفهم المعاصر للتغير المجتمعي والسياسة والسياسات والقيادة. واكنت حماية الجنس البشري تمثل مناط اهتمامه الرئيس. وهذا يعني أن ظروف المدى البعيد المالئمة للحياة ال يجب فقط أن يتم احترامها من قبل السياسيين والسياسات ولكن يجب أن يتم استهداف حمايتها عن عمد وبجد«. يجب أن تتم إعادة التعريف بمثل هذا المفكر التقدمي والذي أصبح جزء ا من تراث اإلنسانية في الخطابات واألنشطة العامة.

26 المؤسسات والخبرات في هذا الفصل سنقدم بعض المخططات حول بدايات التفكير العلمي المستقبلي ا من المؤسسات والمنظمات والخبراء في مصر وستصف األجزاء التالية عدد ا مختار العاملين في المجال وهناك مركز الدراسات المستقبلية بمركز معلومات مجلس الوزراء ومعهد الدراسات المستقبلية في أسيوط والمعهد القومي للبحوث. ويف نهاية الفصل سنلقي نظرة مختصرة على بقية المؤسسات وكما سيتضح فهناك مؤسسات بحوث مستقبلية قليلة جد ا ومعظم هذه المؤسسات المذكورة لديها فريق عمل صغير وربما خبير واحد يعمل في البحوث المستقبلية أو التفكير المستقبلي الجاد. بدايات محبطة في مصر إن النظر في المستقبل له تاريخ طويل وقد ذكرنا سابق ا أحد أهم األمثلة على هذا النظر في مصر القديمة. ويوضح هذا المثل أحد أهم خصائص التفكير المستقبلي ا بل نشاطا له وظيفة تتمثل في مد القرارات الشرعية وهو أنه لم يكن أبد ا عمال تافه بالمعلومات والمساعدة وربما يكون هذا التفكير المستقبلي مصدر ا من مصادر القوة أو على األقل أحد أدوات صانعي القرار. وقد انتقع التفكير المستقبلي الحديث من المناهج والمفاهيم العلمية الحديثة وذلك من أجل فهم مسببات وعوامل ونماذج

27 25 التغيرات المجتمعية. ويعتبر مفهوم»االحتمالية«contingency من أحد أهم خصائص التفكير المستقبلي والعلوم االجتماعية الحديثة بشكل عام. ويشير إلى أنه ليس ا ذلك أن لدينا المستقبل وحده بل الحاضر أيض ا من الممكن أن يكون مختلف العديد من الخيارات البديلة من حولنا. ويكمن التحدي أمام صانعي القرار في إمكانية تصادمهم مع فكرة االحتمالية والخيارات المستقبلية البديلة. وبالتالي تصبح قراراتهم ودعائمها في حالة تحد بشكل خفي أو صريح. وهناك تحديات خاصة تواجهها النظم الجامدة السلطوية وقادتها. ويبدو أنه كلما كان النظام السياسي أكثر انفتاح ا وديمقراطية أصبح التفكير والبحث المستقبلي محل ترحيب واهتمام في الخطاب اإلداري كما في الخطابات العامة. وتعتمد الحقائق التالية حول االستبصار المستقبلي في مصر أساس ا على أعمال )شقوير 2007 خالف 2006(. ولقد شهدت مصر بعد ثورة الضباط األحرار التي قادها جمال عبد الناصر 1952 وخالل فترة الستينيات تحقيق ا ألهمية المنظورات المستقبلية من خالل تطبيق العديد من المناهج التخطيطية ولقد تم هذا في الغالب على نطاق ضيق. ومنذ منتصف السبعينيات تم إجراء 3 دراسات هامة على المستوى الوطني: : ت م إج راء دراس ة اعتم دت عل ى نم وذج مح اكاة القطاع ات االقتصادية الكبرى وذلك من أجل استكش اف نتائج االس تراتيجيات التنموية البديلة.

28 : تم إجراء دراس ة من خالل إطار عمل مش روع»مس تقبالت مش تركة«Interfutures ال ذي قامت به منظم ة التعاون االقتصادي والتنمية وفيه تمت صياغة ثالثة سيناريوهات مستقبلية لمصر : ت م إج راء دراس ة قدم ت احتماالت مس تقبلية ح ول تداعيات السياسات التنموية في مصر. وأثناء هذه الفترة الزمنية كانت هناك أنشطة مستقبلية أخرى في المنطقة هي: : دراس ة المس تقبليات العربية البديلة والت ي رعتها جامعة األمم المتح دة ونفذه ا منتدى العالم الثالث وأش رف عليها الدكتور إبراهيم س عد الدين. ف ي عقد الثمانينيات: مش روع التعاون المش ترك والذي رعت ه منظمة الدول العربية المصدرة للبترول )األوابك( : مشروع»استكشاف مستقبل الوطن العريب«ونفذه مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت. أما حجر األساس للدراسات المستقبلية في مصر فقد كان المشروع المعنون ب»مصر 2020«والذي تم تدشينه عام 1995 ونفذه منتدى العالم الثالث وقدم رؤية تحليلية مستقبلية لمصر في العام ويف هذا المشروع دعا عالم االقتصاد البارز الدكتور إسماعيل صبري عبد اهلل رئيس منتدى العالم الثالث 16 عالم ا وباحث ا من أجل المشاركة. وقد اتفق الفريق على الحاجة إلى البدء في دراسات تعمل على تقييم الجوانب التنموية في مصر خالل ال 25 عام ا الماضية وبشكل مواز الستكشاف الخطط التنموية الحالية خالل ال 25 عام ا القادمة.

29 27 وقد أشار البروفيسور إبراهيم العيساوي أستاذ االقتصاد بالمعهد القومي ا بدأ العمل المكثف في للتخطيط والباحث الرئيسي في المشروع إلى أنه»تطبيقي المشروع بشكل غير رسمي في سبتمبر 1997 ومع ذلك وبسبب الصعوبات المالية توقفت أنشطة المشروع حتى مارس 2000 غير أن قادة المشروع استمروا في العمل على أساس تطوعي وألن نسبة ضئيلة من التمويل كانت متوفرة في منتصف 2003 فقد استؤنف على دراستين. غير أن المشروع الزال يواجه مصاعب مالية وتقنية حادة حيث تؤدي إلى إعاقة إنجاز التقرير النهائي.«)خالف 2006( هذه واحدة من أهم المشكالت التي تواجهنا وبالتالي لقد شرعنا في تنفيذ هذا المشروع بهدف بناء مستقبلنا. ويحدونا اعتقاد أن مستقبل مصر ال يجب أن يترك عرضة للسياسات الضبابية وغير المؤكدة أو أن يكون تابع ا للسياسة الخارجية التي أعلنتها الواليات المتحدة بوضوح في ذلك الوقت )في 1995( فينبغي علينا أن نصنع مستقبلنا قبل أن يخططه اآلخرون لنا.«)خالف 2006( ويستمر العيساوي في التأكيد:»هدفنا هو أن نمد المجتمع المصري وباحثيه بقاعدة بيانات توفر رؤية للمستقبل وتعمل كدليل لدوائر صنع القرار. ويضارع هذا الهدف في األهمية خلق وتشجيع االهتمام العام بالخطط المستقبلية أو ببساطة تشجيع ثقافة الدراسات المستقبلية.«ويشرح العيساوي:»إن الدراسات تعتمد في كل مجال على خمسة سيناريوهات متوقعة: السيناريو المرجعي سيناريو الرأسمالية الجديدة سيناريو االشتراكية الجديدة سيناريو الدولة اإلسالمية سيناريو اإلجماع الشعبي التضامن االجتماعي.«وتوصف

30 28 هذه المالمح الواسعة لهذه السيناريوهات في العدد الثاني من سلسلة أوراق مصر 2020 نقاط بداية للطرق البديلة للعام 2020 وقد نشرت الشروط المبدئية للسيناريوهات الرئيسية في ديسمبر حتى اليوم نشر المشروع 22 ورقة رئيسية وقد أشارت إليها العديد من الدراسات األكاديمية في مصر والعالم العريب. وقد حفز هذا المشروع محاوالت مماثلة في األردن وسورية. وعالوة على هذا اعتمد تقرير التنمية البشرية العربية للعام 2005 على عدد من الدراسات من مشروع مصر وهناك العديد من دفعات هامة وأساسية من المشروعات التي تهتم برصد االتجاهات طويلة المدى وتمثلت في إصدرارت األمم المتحدة خاصة منذ إصدار تقرير التنمية البشرية في مصر عام 2005 وقد تم إعداد هذا التقرير من قبل البرنامج اإلنمائي لألمم المتحدة وعدد من الخبراء المصريين واستكشف التقرير مستقبل العديد من القطاعات حتى العام وإلى جانب التفكير االستراتيجي العسكري فإن وزارة التخطيط تقوم بنشر خططها ومشروعاتها ولكن بدرجة أقل من المناقشات لذلك قامت مجموعة من الباحثين المصريين المنضوين تحت منتدى المستقبالت العربية البديلة وتحت رعاية جامعة األمم المتحدة بتأسيس منتدى العالم الثالث في القاهرة تحت قيادة الدكتور إبراهيم سعد الدين الذي قام بالعديد من الدراسات المستقبلية في التسعينيات. وقد سمي هذا المشروع بمشروع مصر 2020 ويهدف إلى بناء رؤية مستقبلية تحليلية لمصر في العام وقد بدأ المشروع عام 1995 عندما دعا عالم االقتصاد البارز

31 29 الدكتور إسماعيل صبري عبد اهلل 16 عالم ا وباحث ا للمشاركة في هذه الدراسة. وقد خطط الباحثون للبدء في العديد من الدراسات التي تناقش القضايا التنموية في مصر خالل ال 25 عام ا األخيرة وأن يتنبؤوا وأن يناقشوا الخطط التنموية المستقبلية خالل ال 25 عام ا القادمة وقد دارت نقاشات حول مشروع الدراسات المستقبلية في مصر بين العديد من المفكرين وهو ما يرصده خالف )2006(.»فأكد الدكتور رءوف حامد من الهيئة القومية للرقابة والبحوث الدوائية أن طريقة التفكير الفوضوية والمضللة السائدة في المجتمع المصري المحافظ تعيق طريق تقدم البحث العلمي في مصر. وكرر حامد: إن السبب الرئيس لتخلف مصر أن الحكومة ال تعي قوة العلم والعلماء والموضوعية. وما يحدث في مصر اآلن هو طريقة منظمة للفوضى. وموظفو الدولة مهتمون بالحصول على المكاسب الشخصية أكثر على حساب مستقبل البلد. وقال الناقد البارز الدكتور عبد المنعم تليمة:»إن جماعات الضغط في المجتمع هي وحدها القادرة على استعادة مركزها ا من المؤثر في الثقافة المصرية. وبالتالي ينبغي على المصريين أن يعملوا سوي أجل القضاء على االحتكار الفردي للقوة السياسية ويجب أن تكون إدارة المؤسسات الثقافية من مسئولية األفراد ال الحكومة.«وبنفس العبارات يقيم الدكتور إبراهيم العيساوي أستاذ االقتصاد في المعهد ا وذلك القومي للتخطيط والباحث الرئيسي في مشروع 2020 الوضع في مصر نقدي بناء على البراهين اإلمبريقية وخبرته المهنية الطويلة.

32 30 ا إذا ما قورنت»يعتبر موقع مصر في الدراسات المستقبلية موقع ا متخلف بغيرها من الدول النامية في مجال الدراسات المستقبلية وهناك الكثير من البراهين على هذا فقد تم إنجاز عدد قليل من الدراسات المستقبلية في النصف الثاني من القرن العشرين. بعض هذه الدراسات لم يتم استكمالها وبعضها اآلخر توقف فجأة وبعضها يفتقر إلى الصحة المنهاجية والعمق العلمي والقليل منها ما تم تقييمه بحرص أو تم استغالله في وضع الخطط التنموية.«على الرغم من وجود موجة من الدراسات المستقبلية منذ منتصف التسعينيات فإن انخراط مصر في هذا المجال الزال محبط ا فقط كان هناك مشروع دراسي كبير وهو مشروع مصر 2020 كان عليه أن يصارع من أجل إنتاج ما يزيد عن 30 منشور ا معظمها عالمات علمية بارزة وذلك قبل بروز العقبات الكؤود التي أجبرت المشروع على التوقف قبل أن يكمل مهمته. ولم يتحسن وضع مصر في الدراسات المستقبلية بصورة كبيرة بإنتاج أربع دراسات في العقد الحالي وهي رؤية 2022 التي أصدرتها وزارة التخطيط ورؤية 2015 التي تضمنها تقرير التنمية البشرية في مصر عام 2005 ورؤيتا 2025 و 2030 اللتان أصدرهما مركز معلومات مجلس الوزراء. وهذه الدراسات تتنوع بدرجة كبيرة من حيث موضوع اهتمامها وعمقها وصحتها المناهجية. وقد أظهرت أن هناك تطور ا ضئيال حدث في عملية التنبؤ المستقبلي. ويقال إن الخطة الخمسية الحالية معتمدة على هذه الدراسات غير أن هذا محل تساؤل. روابط ضعيفة: إذا كانت هناك حاجة ماسة وصحيحة لألبحاث المستقبلية في مصر فلماذا كان حضورها ضعيف ا كمدخل في عملية التخطيط وصنع القرارات ربما يكمن جزء من اإلجابة في ضعف الدراسات المستقبلية نفسها والحداثة

33 31 النسبية لهذا النشاط في مصر وأمور متعلقة الكفاءات الشخصية وقواعد البيانات لتمويل اإلعدادات المؤسسية والتنظيمية وهي كلها غائبة واألكثر أهمية من هذا هو غياب االلتزام السياسي الضروري. والعنصران األخيران ضروريان من أجل استمرار األبحاث المستقبلية ويعتبران شرطي ن ضروريين من أجل تقدمها وتعزيز أهميتها في التخطيط وصنع القرار. وتعاني الدراسات المستقبلية من اإلهمال في الجامعات المصرية والمراكز البحثية. وبالبحث على محرك جوجل عن البرامج التعليمية المتعلقة بالدراسات المستقبلية سيتضح مدى تخلف مصر في هذا المضمار. وال تحتوي برامج البعثات الحكومية على استهداف حصول الطالب على درجات عليا في الدراسات المستقبلية بما يزيد من الفجوة في الموارد البشرية. والدراسات المستقبلية الناجحة هي بالضرورة تشاركية بمعنى مزدوج األول أنها ا الثاني أن هناك مساحة كافية يجب أن تتاح للعامة أو الممسكين تعتبر تدريب ا جماعي بزمام األمور للمشاركة في إجراء الدراسات المستقبلية ومناقشة مخرجاتها. وت بلي مصر في الجانبين بالء سيئ ا فالعمل الجماعي وهو الذي يعرف بأنه الجهود والتفاعل الجماعي بعدد متنوع وكبير من الباحثين يتصف بالندرة. وبالنسبة لمشاركة العامة والممسكين بزمام األمور فإن هذا األمر مقيد بوجود قيود عديدة على المشاركة الديمقراطية في الحياة السياسية. باختصار فإن البيئة التعليمية والبحثية العلمية والمناخ السياسي ال يمثل أي منهما دافع ا إلجراء أبحاث مستقبلية جادة. ويف مثل هذه األوضاع فإن المطالب االجتماعية بوجود دراسات مستقبلية يبدو أمر ا ضعيف ا أو غائب ا.

34 32 أما الجزء اآلخر من اإلجابة والمتعلق بابتعاد البحوث المستقبلية عن عمليات صنع القرار فيمكننا أن نجده في البنية الفكرية وتوجهات هؤالء المسئولين عن التخطيط. ا سواء بعدم اهتمامها أو عدم تحمسها الكافي وهنا تقف الحكومة باعتبارها مذنب ا رئيسي للدراسات المستقبلية. ومنذ تبني سياسة االنفتاح في السبعينيات تم إهمال التخطيط وذلك بسبب االعتقاد بأن السوق سوف يمارس وظائفه بشكل أكثر كفاءة. وعلى الرغم من عودة التخطيط في بدايات عهد مبارك بما في ذلك استئناف الخطط الخمسية فإن التخطيط استمر في التراخي واستمر دوره في كل األحوال تابع ا لميكانزمات السوق. وأدى تبني السياسات النيو ليبرالية التي نص عليها إجماع واشنطن وحزمة التكيف الهيكلي منذ التسعينيات إلى تقوية االتجاه نحو تهميش التخطيط وال شيء يدل على هذا أكثر من إعادة تسمية وزارة التخطيط لتصبح وزارة التنمية االقتصادية وتم تنزيل وضعها لتصبح وزارة دولة. إن سياسات اللبرلة االقتصادية والخصخصة واالندفاع نحو االرتباط بالنظام الرأسمالي العالمي والمرتبطة بانحسار الوظائف االقتصادية واالجتماعية للدولة قد أسهمت في تأطير اعتقاد بأن تنمية مصر ومستقبلها يجب أن تتم من خالل إرادات القوى العالمية الخارجية والنخب المالية المحلية واألجنبية دون ترك أية مساحة للجماهير المصرية في المساهمة في بناء مستقبلها ومن الواضح من هذا عدم وجود حاجة إلى االستبصار المستقبلي أو التخطيط«. )العيساوي 2006( ويشير العيساوي إلى طيف واسع من العوامل والظروف السياقية التي تشرح الوضع المتخلف للدراسات المستقبلية في مصر وتشير إلى مالمح وظروف الهيمنة الدولية.

35 33»واكن فشل السياسات االقتصادية النيو ليبرالية واضح ا في تمكين مصر من تحقيق التنمية المستدامة وذلك قبل ما تلقي تبعات هذه السياسات على األزمة االقتصادية الحالية. هذا الفشل الواضح وعدم مناسبة النموذج الرأسمالي للتنمية تم توثيقها في كتابي»االقتصاد المصري في ثالثين عام ا ضمن مشروع مصر وقد أوضحت األزمة االقتصادية العالمية هشاشة واعتمادية االقتصاد المصري في ظل الرأسمالية النيو ليبرالية ومدى هشاشة نسبة النمو التي وصلت لها االقتصادية وهي %7.2 المدعاة. وبغض النظر عن الجرعات االقتصادية التي أدت إلى تضخيم نسبة النمو بشكل مؤقت فإن النظرة األشمل كانت تدل على أن هذا النمو يفتقد إلى السرعة والقوة واالستمرارية. وبرغم الحاجة الشديدة والواضحة إلى إحداث قطيعة مع إجماع واشنطن بصيغتيه القديمة والجديدة فإن الحزب الحاكم وحكومته استمرا في تبني أنماط التنمية واإلدارة االقتصادية غير المأمونة والتي عفا عليها الزمن. وكعاقبة لالنقطاع عن هذه الدائرة الكريهة من التبعية والتخلف التنموي نحو تحقيق التنمية المستدامة ظل هذا االنقطاع مخادع ا. وإذا استمرت هذه االتجاهات الحالية فسيكون من السهل توقع الناتج وهو مستقبل كئيب من استمرار التخلف واالعتمادية. )العيساوي 2010( من منظور خارجي يبدو الوضع مختلف ا بعض الشيء ففي دراسة جديدة عن مراكز التفكير في المنطقة استخلص فريق من الباحثين األمريكيين أن:»في الوقت الذي تشخص فيه عيون العالم نحو الشرق األوسط فإن المشهد العام السياسي واالجتماعي يشهد تغيرات سريعة. ويف الوقت الذي تركز فيه معظم مراكز التفكير التقليدية على القضايا ذات الصلة بالدول فإن األمر يصل إلى ذروته

36 34 عندما يتعلق البحث بالشرق األوسط فيما أدت األحداث الحالية إلى تحويل المراكز البحثية أنظارها إلى الداخل. وي ظهر االزدياد في عدد الدول التي تبحث عن االنتقال الديمقراطي والحوكمة والتعاون الدويل أن هذه المنطقة المضطربة من العالم تبحث ا. عن حل أزماتها داخلي ا في ومع ذلك من األهمية بمكان مالحظة أن معظم هذه المؤسسات توجد حالي بلدان لها روابط سياسية واقتصادية قوية بالواليات المتحدة وأوروبا. ويف الحقيقة فإن عدد ا قليال من مراكز األبحاث هذه في الدول ذات األهمية يلقى له بال في عملية التنمية. ومن أجل أن تطور هذه الدول مؤسساتها فإن الحاجة تتزايد من أجل لبرلة اقتصادية وسياسية وكذلك احتضان الدولة للمجتمع المدني. وبينما يؤشر ازدياد نشاط المراكز البحثية على أن بعض هذه األمم قد اتخذت خطوات فعلية في سبيل التنمية فإن هناك قطاعات عديدة الزالت في حاجة إلى التطوير عبر سياسة عامة واضحة. وعالوة على هذا فإن الفقر الواضح للبنية التحتية التشريعية في كثير من هذه األمم يمثل حجر عثرة في سبيل زيادة حجم نشاط المجتمع المدني ويقال إن العقود القليلة الماضية قد برهنت بوضوح على أن المنطقة تحاول أن تجد لها منبر ا في النظام الدويل وأن النشاط المستمر للمراكز البحثية بإمكانه أن يساعد في جسر الهوة التي تمنع النشاطات األخرى«. )معهد بحث السياسة الخارجية )2007:7

37 35 وما يشار إليه في هذه الفقرات فيما يتعلق بالمراكز البحثية في المنطقة ينطبق أيض ا على مؤسسات البحوث المستقبلية وينطبق بطبيعة الحال على أوضاع هذه المؤسسات المصرية. مركز الدراسات المستقبلية بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار يعتبر مركز الدراسات المستقبلية بمركز المعلومات ودعم اتخاذ الحوار التابع لمجلس الوزراء أكثر المؤسسات تقدم ا وأهمية في مجال األبحاث المستقبلية. وهذا المركز هو واحد من 33 قسم ا يشتمل عليها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري. وهذه المؤسسة الحكومية مختصة بجمع المعلومات وإعدادها ودعم عملية اتخاذ القرارات وهي وظائف شبيهة بمكتب المستشار في ألمانيا. وتشتمل وظائفه على إنتاج الدراسات واإلحصائيات عن مجاالت السياسة الكبرى وإجراء المسوحات العامة وإعداد المفاهيم والتوصيات عن التحديات والمشكالت المجتمعية مثل التكيف ونشر المعلومات وتكنولوجيا االتصاالت وإدارة المخاطر وما إلى ذلك. وقد تم إنشاء مركز المعلومات عام 1985 بقرار من مجلس الوزراء وهو ما يعني أنه لم ينشأ بقانون ويمكن أن يغلق فقط بقرار آخر من مجلس الوزراء. وبالتوازي مع عدد من المؤسسات االستشارية األخرى في مصر مثل المجالس العليا األخرى. كان لمركز المعلومات دور قيادي في تقديم عدد من المشروعات والتوصيات االبتكارية لمجلس الوزراء والوزرات المختلفة. ويساهم

38 36 مركز المعلومات في مسح القيم العالمي وإخراج تقارير التنمية البشرية العربية مثل تقرير وبالمركز حوالي 500 موظف أغلبهم من األكاديميين. وقد تم إنشاء مركز الدراسات المستقبلية عام 2004 بناء على أفكار واقتراحات عدد من أعضاء العاملين الشباب بمركز المعلومات. ويعمل مركز الدراسات المستقبلية مباشرة تحت إدارة رئيس مركز المعلومات وهو في الغالب له صالته الوثيقة برئيس الوزراء وعدد من أعضاء الحكومة. وقد أصبح عدد من رؤساء المركز وزراء ورؤساء وزراء وتتجه النية الحالية لمركز المعلومات للتحول إلى مركز فكري يتمتع بمقدار كبير في مجلس الوزراء ويتعاون مع المؤسسات األجنبية والدولية النظيرة له. ا ويعتبر واحدا من أكثر األقسام ويعمل بمركز الدراسات المستقبلية 13 أكاديمي تقدمية بمركز المعلومات ليس فقط لما هو متوقع من باحثي الدراسات المستقبلية أن يأتوا به من إنتاج جديد ومبتكر وأفكار واقتراحات محفزة على الرغم من السياق العام وظروف النظام السياسي والحكومة الحالية. فعدد من قضايا التنمية الهامة للنظام والمجتمع المصريين يعتمد على نوع من الدراسات المستقبلية. وبالتالي يعمل المركز على دراسة عدد القضايا والمشكالت المركزية مثل الطاقة والماء والتغير المناخي والتنمية االقتصادية واالجتماعية والتجمعات الحضرية في المناطق الصحراوية وغير ذلك. ويبدو أن مركز الدراسات المستقبلية في مرحلة الترسيخ فهياكله وإجراءات العملية في حالة تطور مستمر وتتم عملية تدريب محترف للهيكل األكاديمي واإلداري داخل المركز وتتوقع قيادة العمل داخل مركز المعلومات أن يتحسن عمل الدراسات

39 37 المستقبلية وإمكاناته مستقبال. ويف عرض تقديمي أمام ورشة عمل لليونسكو قال الدكتور محمد منصور مدير مركز الدراسات المستقبلية:»ستكون عمليتا االستبصار والتوقع المستقبلي على جانب كبير من األهمية أكثر مما هي عليه اليوم فمن الحتمي التفكير في اآلثار المعقدة للتكنولوجيات الجديدة واآلثار المركبة للتفاعالت الجديدة وآثار نقص الغذاء والموارد الرئيسة لإلنسان وآثار الصراعات على السالم وآثار التلوث وآثاره على صحة اإلنسان وآثار التداخل الثقافي على التعليم واللغة ومهاراتها وتغير األنماط الثقافية واالستهالك الضخم.«)منصور 2008( وتتحدد الرؤية الرسمية لمركز الدراسات المستقبلية في أن يكون مؤسسة فكرية وطنية متميزة في مجال استشراف المستقبل. وتتحدد مهمته في رفع الوعي المجتمعي بأهمية استشراف وصياغة المستقبل والنشر والترويج اإلعالمي لنتائج الدراسات واألبحاث التي يقوم بها المركز وإنشاء ملتقى حيوي للمفكرين والمبدعين والباحثين في كافة المجاالت للنقاش والحوار في كافة القضايا الهامة من خالل: ورش العمل واللقاءات الفكرية وموقع المركز اإللكتروين. ويحمل المشروع األهم والرئيسي لمركز الدراسات المستقبلية عنوان»رؤية مستقبلية لمصر«. ويهدف هذا المشروع إلى تكوين رؤية مستقبلية مبتغاة لمصر بحلول العام 2025 وتبني السيناريوهات والميكانزمات المستقبلية. وقد قام المركز بتنفيذ العديد من األنشطة في هذا المجال واكن أهم هذه األنشطة تنظيم مؤتمرات سنوية أهمها المؤتمر األول الذي عقد تحت عنوان نحو»صياغة رؤية مستقبلية لمصر«وتم إجراء العديد من األبحاث من أجل هذه الرؤية. ويتضمن المشروع الرئيسي مشاركة الخبراء من النخبة ومنظمات المجتمع المدني. واكن من ضمن القضايا التي

40 38 تمت مناقشتها ضمن هذه الرؤية االستخدام األفضل للموقع الجغرافي لمصر وتأسيس عاصمة جديدة لمصر. هناك العديد من المشروعات والمنشورات األخرى ومعظمها باللغة العربية التي قام بها مركز الدراسات المستقبلية:»مس تقبل المي اه في مص ر«: يه دف ه ذا المش روع البحثي إل ى تكوين س يناريوهات مس تقبلية بديل ة بخص وص قط اع المياه في مص ر وتحديد ق واه الدافع ة. واكن المنه ج المس تخدم ف ي هذه الدراس ة هو إقام ة حوار بي ن المتخصصي ن في مج ال الدراس ات المس تقبلية عب ر ورش العمل واجتماعات المجموعات المركزية أو من خالل أبحاث دلفي. الحاجة إلى االس تثمار المباشر في )البحث والتنمية(: ورقة خلفية لورشة عمل س يناريو النجاح حول االس تبصار الهيكلي حول أبحاث االستثمار األجنبي المباشر. نحو االس تخدام الكفء للموقع الجغرافي لمصر: فباألخ ذ في االعتبار الموقع االس تراتيجي المتمي ز لمص ر وه و ما يمكن اس تخدامه في إب راز وضعها اإلقليم ي وال دويل ف إن هذه الدراس ة تهدف إل ى تقديم الف رص األفضل لالس تفادة من هذا الموقع بين ش مال إفريقيا والشرق األوسط ودول االتحاد األورويب. المجتمع المصري والمصفوف ة األخالقية: نظرة نقدية: وتتعامل هذه الورقة مع قضي ة المصفوف ة األخالقي ة والتي أصبح ت قضية في غاي ة األهمية لدى العدي د من مؤسس ات ومراكز البح ث وقد تم هذا من خ الل تجميع آراء العديد من المثقفين المصريين. مس تقبل الدولة الفلس طينية ومتطلبات نج اح دولة فلس طينية: وتقدم هذه الدراسة أفكار ا حول القضية األكثر أهمية في الشرق األوسط المعاصر وهي

41 39 القضية الفلس طينية وذلك من خالل اقتراح خمسة سيناريوهات مستقبلية لها. المس تقبالت العالمية اإلقليمي ة المصرية: وهو إصدار من سلس لة القضايا المس تقبلية واهتم بالتحذير من أشكال فقدان الس يادة وهي الظاهرة التي أصبحت تواجهها عدد من الدول القومية في المنطقة العربية مؤخر ا. الرؤية المستقبلية للعاصمة المصرية 2050: جاءت نتيجة المشكالت المزمنة التي تعاني منها القاهرة حالي ا وتمثل محاولة لصياغة رؤية مس تقبلية حول العاصم ة المصري ة في عام 2050 وم ن ثم تحاول تقديم نم اذج بديلة تقوم أساس ا على التوسع نحو الصحراء القريبة. يعقد مركز الدراسات المستقبلية عادة مؤتمراته السنوية في مايو ويونية من كل عام وتركز معظم المؤتمرات على موضوع محدد. على سبيل المثال كان عنوان المؤتمر السنوي عام 2008 تحت عنوان»مستقبل الطاقة في مصر«واكنت هناك عناوين أخرى مثل»دور المجتمع المدني في تحقيق الرؤية المستقبلية لمصر 2030نحو صياغة رؤية مستقبلية لمصر.«ونجح مركز الدراسات المستقبلية في تطوير تعاونه الدويل فهو عضو في الفيدرالية للدراسات المستقبلية وقد وقع أيض ا بروتوكوالت تعاونية مع جامعة برجن في النرويج ومركز الدراسات المستقبلية بالمملكة المتحدة وكذلك مع مركز ProGective بباريس. ووقع مذكرة تفاهم مع المركز الثقافي الفرنسي وكذلك مع معهد الدراسات المستقبلية وتقييم التكنولوجيا IZT ببرلين.

42 40 مركز األهرام للدراسات السياسية واالستراتيجية يقع مركز األهرام للدراسات السياسية واالستراتيجية في القاهرة. وقد تأسس عام 1968 كوحدة بحثية مستقلة تعمل في إطار مؤسسة األهرام. وقد قام المركز في سنواته األوىل بالتركيز على دراسة الصهيونية والمجتمع اإلسرائيلي ولكن موضوعاته امتدت بعد ذلك لتشمل الدراسات الدولية والموضوعات االستراتيجية وبالتركيز الخاص على الدراسات التنموية في النظام الدويل واالتجاهات التفاعلية بين الدول العربية والنظام الدويل واإلطار اإلقليمي المحيط بها والعالقات بين الدول. ويركز المجتمع اآلن على دراسة المجتمع المصري بأبعاده المختلفة السياسية واالقتصادية واالجتماعية والعسكرية. وبرامج المركز هي نتاج جهود جماعية في إطار التخطيط العلمي. يعمل مركز األهرام على نشر الوعي بين الشعب المصري والشعوب العربية حول القضايا االستراتيجية في العالم بشكل عام ويف المنطقة العربية بشكل خاص خاصة وذلك للمساهمة في عملية صنع القرار. ويتعاون المركز مع أساتذة الجامعات والباحثين على المستويين اإلقليمي والعالمي كما يتواصل مع مراكز األبحاث في العديد من بلدان العالم ويقيم المحاضرات وورش العمل المفتوحة للعامة ويشرع المركز في عمل أبحاث معتمدة على منهجية متعددة التخصصات في تناول القضايا الدولية واإلقليمية وكذلك الشئون المصرية االجتماعية واالقتصادية والسياسية واالستراتيجية. ومن ثم يهتم المركز بالتواصل مع القادة السياسيين وصانعي القرار والهيئات التشريعية

43 41 واألحزاب والمنظمات السياسية والحكومة ودوائر السياسة العالمية والباحثين والمحللين السياسيين والصحافة واإلعالم والجمهور العام. وتتكون البنية الداخلية لمركز األهرام من الوحدات والبرامج اآلتية والتي توضح التنوع الموضوعي لعمل المركز: وحدة البحوث العربية وحدة النظم السياسية وحدة العالقات الدولية وحدة البحوث االقتصادية مركز األبحاث االجتماعية وتتضمن وحدة التاريخ التي أنشئت عام 2009 وحدة األبحاث التاريخية برنامج الدراسات اإلسرائيلية برنامج دراسات الخليج دراسات اإلنترنت وتكنولوجيا المعلومات وغالب ا ما ترتبط العديد من القضايا التي يهتم بها المركز وعلى رأسها القضايا السياسية بالتطورات والخيارات والمنظورات المستقبلية. ومع ذلك ال توجد فيه تخصصات في الدراسات واألبحاث المستقبلية أو منهجيات بحث مستقبلي يمكن االعتماد عليها إلى جانب منهجيات ورش العمل ومقابالت الباحثين.

44 42 معهد الدراسات المستقبلية بجامعة أسيوط أنشئ معهد الدراسات المستقبلية بجامعة أسيوط في صعيد مصر عام 1993 في فترة التوترات واألعمال العنيفة ضد الحكومة واألقليات. واكنت المهمة المنوطة بالمركز هي تأسيس خطاب حول القضايا الهامة وتجميع الخبراء وممثلي الخلفيات المتنوعة مع ا. وألجل هذا الغرض تم إعداد مؤتمر سنوي وورش عمل وإصدار العديد من اإلصدارات المتنوعة من مجالت وكتب ونشرها. وتعلقت الموضوعات الرئيسية التي اهتم بها المعهد باألنشطة المتنامية لألصوليين واإلرهابيين في هذا الجزء من مصر. واكنت هناك محاولة لمناقشة المنظورات البديلة في التعامل األمثل مع هذه القضية وغيرها من أسباب االستياء الشعبي. وأعلن المعهد باعتباره ساحة للجدال عدة مقترحات سياسية. ومن بين هذه المقترحات ما قدمه المركز من ضرورة وضع األقباط على أساس المساواة في الجيش المصري. واكن هذا نابع ا من الموقف الليبرالي التقدمي للقائمين على المعهد. ولكون المعهد يعمل كجزء من الجامعة فقد كان لديه كثير من الحرية للقيام بأنشطته. ومؤسس هذا المعهد ومديره هو الدكتور محمد إبراهيم منصور وهو أيض ا مدير مركز الدراسات المستقبلية بمركز المعلومات. ويف كلمته أمام اليونسكو في باريس قدم منصور تقييم ا عن حال الدراسات المستقبلية في مصر: هناك العديد من القضايا الهامة المتعلقة برفاهية الناس وهذه القضايا توجد في كل بلدان العالم وتنبع كثير من النتائج من دراستنا ومعظمها تبدو مألوفة في بعض البلدان واسمحوا لي أن أقتبس بعض النتائج من هذا التقرير:

45 43 هناك نقص في خبرة الدراسات المستقبلية. هناك حاجة ماسة الستثمارات في هذا المجال قبل أية نتائج يجب تحقيقها. هناك ضعف في اإلطار المؤسس ي للتعاون في مصر وهناك نقص في التنس يق بين الممسكين بزمام األمور في مصر. هناك نقص في درجة الوعي العام بأهمية الدراسات المستقبلية. وقد يكون الوضع مختلف ا في بعض البلدان األخرى ولكن هناك بلدان أخرى تتقاسم نفس الحال وهذا يعني أن الجنس البشري ليس مجهز ا بكل اإلمكانات الالزمة للبحث المستقبلي وقدرات التفكير المستقبلي. )منصور 2008( وتعتبر اإلمكانات الشخصية والمالية لمعهد الدراسات المستقبلية متواضعة للغاية فإلى جانب المدير هناك فقط مساعد واحد وسكرتارية تعمل لدوام جزيئ. وال يوجد بحث أصيل يمكن القيام به. فالعمل مرتكز فقط على المؤتمرات والسيمنارات والتطورات األخيرة في القضايا المعاصرة مثل عملية السالم في الشرق األوسط ومستقبل القدس والسياسات النووية في المنطقة. وليس من الواضح أن هذا سيستمر مع تقاعد مدير المركز الدكتور منصور. جمعية بحوث المستقبليات المصرية العربية - إيافرا تعتبر جمعية بحوث المستقبليات المصرية العربية واحدة من أهم شبكات تبادل اآلراء والنقاش حول المستقبل وقضاياه ومركزها القاهرة. وهي عبارة عن مجموعة من األكاديميين ومنهم من ينتمي إلى قادة المثقفين في المجتمع المصري واكن رئيس

46 44 الرابطة لسنوات هو الدكتور كمال زكي محمود شعير وهو طبيب بشري وأستاذ للطب بجامعة القاهرة ويف الجامعة نفسها قاد الدكتور شعير مركز الدراسات والبحوث المستقبلية الذي استمر حتى عام ومن الخبراء البارزين في الجمعية كمال زكي محمود شعير األمين العام والدكتور محمد منصور والدكتور فاروق إسماعيل أحمد النائب األسبق لجامعة القاهرة والسيد ياسين االستشاري بمركز األهرام للدراسات السياسية واالستراتيجية. ويلتقي أعضاء الجمعية أربع مرات في العام الواحد والقضايا الرئيسية التي يتم مناقشتها هي المياه والتعليم والطاقة. كما تمت مناقشة ثقافة الشباب وقد تم إنشاء مجموعة فرعية تسمى»المستقبليون الشباب.«وأحد وظائف الجمعية هي التواصل مع مشروع األلفية الذي تقوده األمم المتحدة فالجمعية تعتبر رأس حربة المشروع في مصر. ولهذا فإنها تضم مجلس المستقبليين الذي يتكون من 15 عضو ا. وتقوم مهمتهم الرئيسة على ترجمة التقرير السنوي لمشروع األلفية إلى العربية ونشره وهو يتوفر على الرابط التالي في هذا السياق تقوم الجمعية برعاية مشروع»األلفية«Millennium منذ ربيع 2011 وذلك اعتماد ا على منهجية»دلفي للوقت الحقيقي«.Real-Time Delphi وتحاول الجمعية وشراكؤها المساهمون أن يرسموا توجهات جديدة لمصر. وسوف تستخدم نتائج استخدام منهجية دلفي من خالل الجمعية وشراكئها في إيجاد سيناريوهات مستقبلية لمصر وكتابة تقرير عن حالة المستقبل في مصر. وقد تم تضمين هذه النتائج في تقرير حالة المستقبل

47 45 المصري لعام وقد تم تصميم هذه الدراسة لجمع أحكام حول عناصر وبذور المستقبل في مصر واستكشاف االتجاهات الجديدة للبلد بعد ثورة يناير. هذه البذور المستقبلية تم تحديدها من خالل مجموعة مبدئية من المستقبليين والمؤرخين وعلماء االجتماع والمتخصصين في مجاالت مختلفة. وقد قدمت هذه المجموعة اقتراحات حول االتجاهات الصاعدة والتكنولوجيات وثورة الهندسة الجينية. متفرقات المعهد القومي للتخطيط تم تأسيس المعهد القومي للتخطيط عام 1960 بعد عامين من اإلعداد. وقد كان لهذا المعهد أهميته في عهد الرئيس جمال عبد الناصر بسبب التوجه نحو نموذج التخطيط المركزي على النمط السوفيتي واعتماد السياسات االجتماعية. واكن هناك اتصاالت عديدة ومكثفة بدول الكوميكون في شرق أوروبا على وجه الخصوص. وقد حدث تحول في عهد الرئيس أنور السادات في االتجاه وطبيعة االتصاالت لتصبح نحو الواليات المتحدة وأوروبا الغربية. وبدأت المهمة الكبيرة للمعهد منذ عدة سنوات عام 1994 عندما عمل على إعداد تقرير التنمية البشرية ونشر إصدارات عديدة منه بدعم من برنامج األمم المتحدة للتنمية.UNDP واكنت المجاالت التي غطتها هذه التقارير قد تمثلت في التعليم والطاقة والديمغرافيا والتطورات االجتماعية واالقتصادية. وقد تعاملت هذه

48 46 التقارير مع المنظورات المستقبلية في كل مجال ومن ثم تضمنت نوع ا من الدراسات المستقبلية والتفكير المستقبلي. ويعتبر الدكتور إبراهيم حسن العيساوي أستاذ االقتصاد والباحث الرئيسي في المعهد الخبير الرائد في مجال المستقبليات في المركز وقد كان عضو ا للفريق البحثي الذي قام بالدراسات التحضيرية لمشروع مصر وقد نشر الدكتور العيساوي عام 2005 مقاال هام ا عن رؤيته للدراسات المستقبلية للعالم ومصر على وجه الخصوص في الدورية الدولية.Futures Research Quarterly وكغيره من الخبراء يبدي العيساوي بعض الشعور باإلحباط حول األوضاع المتخلفة للدراسات المستقبلية في مصر والمنطقة العربية. المركز القومي للبحوث تم تأسيس المركز القومي للبحوث عام 1956 كمؤسسة عامة مستقلة بهدف»تعزيز أسس البحوث العلمية التطبيقية خاصة في الصناعة والزراعة والصحة العامة وقطاعات االقتصاد القومي األخرى«. والمركز هو أكبر معهد تابع لوزارة البحث العلمي حيث يوظف 4300 باحث. ويف الفترة من الستينيات حتى الثمانينيات في القرن العشرين تم تقسيم المركز إلى 6 معاهد بحثية مستقلة من بينها: المعهد القومي للمعايير ومعهد البحوث البترولية ومعهد البحوث اإللكترونية. وطبق ا للوصف الذي أعطاه المركز لنفسه فإنه قد مر بثالث مراحل تطورية: 1 المرحلة 1. األولية الممتدة حتى عام 1968: تميزت بالتركيز على العلوم األساسية وأبحاثها وبناء القدرات.

49 47 2 المرحلة 2. الثانية ) (: تميزت بالتفاعل المتنامي بين اإلنتاج وقطاع الخدمات. 3 المرحلة 3. الثالثة )1973- حتى اآلن(: تركزت حول األبحاث حول المستهلكين لخدمة أهداف المستهلك النهائي. ويعبر عن رؤية المركز كما يلي:»على المركز أن يتطابق مع قطاعات اإلنتاج والخدمات الرئيسية من خالل األبحاث في مجاالت مختلفة من العلوم والتكنولوجيا واالستشارات العلمية وكذلك التدريب.«وتتمثل في»القيام بالبحوث التطبيقية واألساسية في المجاالت الرئيسية لالهتمام من أجل تطوير قطاعات اإلنتاج والخدمات«. ونظر ا لحجم المركز الكبير فإن هيكله التنظيمي ونظامه اإلداري هو األكثر ا تتضمن 107 أقسام يمكن تقسيمها هي األخرى تعقيد ا. ويتكون المركز من 13 قطاع إلى 4 قطاعات رئيسية: القطاعات الموجهة إلى القطاع الصناعي والقطاعات الموجهة إلى القطاع الزراعي والقطاعات الموجهة إلى الصحة والبيئة وقطاعات العلوم الطبيعية واألساسية. وأحد أهم خبراء المركز المنخرطين بشكل أو بآخر في مجال التفكير المستقبلي هو الدكتور الفويل الذي درس في جامعة TU بمونيخ. وحاز على بعض جوانب التفكير المستقبلي مثل النظرية النظمية من معهد فريدريك فيستر والذي عمل فيه حوالي سنتين في ساربريكن. وهو اآلن مرتبط بمجموعة مشروعات بحثية مع مؤسسات دولية.

50 48 المركز الدويل للدراسات االستراتيجية والمستقبلية المركز الدويل للدراسات االستراتيجية والمستقبلية هو مؤسسة بحثية مستقلة متخصصة في دراسة القضايا االستراتيجية والمرتبطة بالتغيرات العالمية وأثرها على المستويات الوطنية واإلقليمية والدولية. وقد تم تأسيس المركز عام 2004 وترأسه أحمد فخر وينظم المركز برامج تتعامل مع الجوانب الثقافية واالجتماعية واالقتصادية وتكنولوجيا االتصاالت وكذلك دراسات السالم. ومن خالل المنح وتنفيذ البرامج البحثية فإن المركز يأمل إلى المساهمة في التنمية االجتماعية في مصر. مؤسسة المستقبل تقع مؤسسة المستقبل في القاهرة وتتمثل رؤيتها في حياة أفضل للمحتاجين والمهمشين في مصر. وتتحدد مهمتها في أنها تأسست بغرض تحسين نوعية حياة الشرائح الحضرية محدودة الدخل والمناطق المهمشة في مصر. ولتحقيق هذا الغرض تعمل المؤسسة على توفير المستفيدين منها بمساكن ذات أسعار زهيدة والخدمات األساسية وبرامج التنمية المستدامة وذلك من خالل جهودها التعاونية مع الحكومة والمجتمع المدني وتعبئة القطاع الخاص للقيام بمسئولياته االجتماعية.«

51 التحديات واألنشطة كما ذكر سابق ا فإن على مصر أن تواجه العديد من أبعاد التخلف كما أنها ع رضة لمجموعة كبيرة من التحديات. وتعرضت كثير من التحليالت والدراسات والتقارير التي تصنف داخل الدراسات المستقبلية بمفهومها الواسع وركزت على هذه التحديات. وال تعدم مصر الخبرات العملية والدوافع للتركيز على هذه القضايا واالتجاهات المستقبلية ولكن الموارد المتطلبة لتحقيقها ليست دائم ا متاحة ويأتي الدعم المالي لمعظم هذه الدراسات والتقارير من واكالت حكومية ومؤسسات عامة. وبعض التقارير الهامة أيض ا ممولة أو ممولة باالشتراك مع المؤسسات الدولية مثل األمم المتحدة ومنظماتها الفرعية والبنك الدويل ومؤسسات التنمية األجنبية والمنظمات الدولية غير الحكومية. في هذا الفصل سنقوم بوصف هذه القضايا واالتجاهات العديدة باستخدام الدراسات والتقارير الحديثة. التنمية البشرية تتمثل المشكلة الرئيسية فيما يتعلق باختيار الموضوعات والتقارير المتعلقة بالتنمية البشرية في حقيقة أن معظم هذه النصوص متاحة فقط باللغة العربية وغير متاحة للعامة ومن ثم فإن الدراسات والقضايا التي سنقوم بوصفها هي فقط جزء

52 50 من العمل البحثي. وعلى هذا األساس تم اختيار القضايا التالية: التنمية البشرية واالجتماعية وقضايا النوع والتنافسية االقتصادية والتنمية الحضرية وتلوث الهواء وانبعاثات الغاز والتغير المناخي وارتفاع معدالت البحر والمياه وتحلية المياه. والتحدي األكثر أهمية وإلحاح ا بالنسبة لمصر وعديد من الدول األخرى هو التنمية االجتماعية كما تم توضيحها في مؤشر التنمية البشرية الذي أصدرته األمم المتحدة وتقريرها عن التنمية اإلنسانية في لمصر لعام وقد أثارت التقارير ا حول الصادرة قبل ذلك عن مصر والدول العربية عامي 2002 و 2003 نقاش ا محتدم الظروف السيئة التي تعيشها هذه الدولة القوية من قبل وركودها. ويبين الرسم التالي العديد من المؤشرات الكبرى سواء كانت راكدة أو متطورة ببطء. شكل 1: التغيرات في مؤشر التنمية البشرية في مصر تقرير اتلنمية البرشية يف مرص )2008:33(

53 51 في التقرير العام للتنمية البشرية لعام 2010 )ثروة األمم الحقيقة: طرق التنمية البشرية( احتلت مصر المرتبة 101 من بين 169 جولة. واكن التقييم العام لمصر آنذاك - وقد تضمن الديمقراطية - ضعيف ا للغاية وفقط في بعض المجاالت كان هناك تقدم ملحوظ لمصر مثل مشاركة الفتيات من الطبقات الفقيرة في المدارس وشرائح الدخل. النوع يبدو الوضع العام للمرأة في مصر كئيب ا للغاية على الرغم من أن األجيال الصغيرة منذ ثورة 2011 قد شهدت تغييرات في سبيلها للتصاعد. مع ذلك فإن تقرير الفجوة العامة للنوع لعام 2007 الذي نشره المنتدى االقتصادي العالمي لعام 2007 قد وضع مصر طبق ا لمؤشر الفجوة بين الجنسين في المرتبة 120 من بين 128 دولة وسجلت في الوقت الذي يعني فيه 0.0 عدم المساواة الكاملة ويعني 1.0 المساواة الكاملة. التنافسية في دراسة أخرى أصدرها المنتدى االقتصادي العالمي في العام نفسه حول التنافسية فإن تقرير )التنافسية 2007( ق ي م أداء 128 دولة فيما يتعلق بمجموعة كبيرة من المؤشرات المتعلقة بالتنافسية انظر الجدول التالي. ويف العديد من الفئات فقد احتلت مصر مراتب متوسطة أو منخفضة. ويعتبر هذا نتيجة المحسوبية business- friendly التي قامت بها الحكومتان األخيرتان اللتان ضمتا العديد من رجال األعمال وكبار المدراء.

54 52 شكل 2: مؤشر التنافسية العالمية 2007 )املنتدى االقتصادي العاليم تقرير اتلنافسية 138( 2007:

55 53 التنمية الحضرية كغيرها من البلدان النامية فإن معدل المواليد بمصر مرتفع للغاية وكذلك معدل الهجرة من الريف إلى المدن. وتتمثل عواقب هذه االتجاهات في النمو الكبير للتجمعات العشوائية في الحضر. ويوضح الجدول باألسفل عدد السكان في المدن الثالثة الرئيسية وتوقعات الزيادة السكانية للعام الجدول 2: الحجم السكاني للتجمعات الحضرية ومعدالت نموها ,835 3,212 3,648 4,113 4,586 5,051 5,525 اإلسكندرية 7,691 8,572 9,533 10,552 11,605 12,664 13,751 القاهرة ,033 1,163 1,294 1,430 شبرا الخيمة وعلى وجه الخصوص فإن حجم والنمو المستمر لسكان القاهرة يزيد من األزمات الحادة التي يعاني منها سكانها بالفعل مثل المواصالت واإلسكان والبنية التحتية وتلوث الماء والهواء وإدارة النفايات. تلوث الهواء تعتبر نوعية الهواء واحدة من أهم المشكالت المتزايدة في مدينة ضخمة مثل القاهرة. ويف الدراسة التي تم ذكرها من قبل منذ عام 2006 فإن معدالت تلوث الهواء في القاهرة في غاية االرتفاع انظر الجدول باألسفل. وتعتبر السحابة السوداء هي المتالزمة

56 54 المتزايدة المعبرة عن سوء حالة هواء القاهرة وهي طبقة كثيفة من الجسيمات العالقة في سماء القاهرة وقد أصبحت ملحوظة منذ أواخر التسعينيات ودائم ا في أواخر الشتاء. وتعتبر أسباب هذه الظاهرة الموسمية متشعبة للغاية من بين هذه التفسيرات وجود خليط من االنبعاثات المعتادة من العملية الصناعية وعوادم السيارات المتكاثرة في المدينة الضخمة مع بقايا عمليات حرق قش األرز في المناطق الريفية المحيطة بها والتي يقوم بها الفالحون في الشتاء. وبسبب البرامج العديدة واألنشطة التي تقوم بها المحافظات مثل شراء قش األرز من الفالحين واستخدامه في أغراض مختلفة فإن السحابة السوداء تشهد انكماش ا. شكل 3: تلوث الهواء في القاهرة )AFED 2006:50( االنبعاثات الغازية في التقرير الذي سبق ذكره AFED تم نشر أرقام انبعاثات الغاز المتعلقة بمصر خاصة الغازات التي لها تأثير سلبي للغاية على المناخ. وقد قدرت حجم الغازات

57 55 ذات تأثير الصوبة الزجاجية في مصر بأنه حوالي %0.6 من حجم االنبعاثات الكلية في العالم للغازات من هذا النوع. وسجلت المقاييس في المناطق الحضرية والتجمعات الصناعية في بعض األحيان مستويات تلوث عالية في بعض األحيان 6 أو 8 أضعاف المعدالت المسموح بها في قانون البيئة الرابع الذي تم التصديق عليه عام والمعدل المتوسط لتركيز غازات ثاني أكسيد الكبريت حوالي 69μg/m3 مقارنة بمعدالت منظمة الصحة العالمية حيث تبلغ معدالت التركيز 50μg/m3 )أندرسون لويب نصراهلل 2001 الراعي 2006(. وبالطبع تسجل المستويات العليا معدالت تلوث أعلى من تلك المتوسطة. وتحدث هذه التركيزات العالية للجسيمات بشكل عام بسبب ظروف المناخ وهبوب الرياح من الصحاري. ويبين التقرير أيض ا أن الجسيمات األصغر التي تسبب مشكالت كبيرة في الصحة ناتجة عن التجمعات الصناعية وغالب ا ما تكون هذه المستويات من الجسيمات مصحوبة بتركيزات من الكبريت المؤشر على احتراق الوقود الحفري في هذه التجمعات. وقد بلغت مستويات PM10 إلى 580μg/m3 في القاهرة و 450μg/m3 في اإلسكندرية. ويوضح الجدول رقم 7 عينة من التركيزات المسجلة لملوثات الهواء الرئيسية مقارنة بالمعدالت الوطنية AFED(. )2006: 50 التغير المناخي وارتفاع مستوى البحر تؤكد العديد من الدراسات والتنبؤات المتعلقة بالتغير المناخي وأشكاله وأنماطه اإلقليمية أن مصر ستتأثر سلب ا بشكل كبير بهذا التغير المناخي. وهناك أثران سلبيان

58 56 رئيسيان في هذه األدبيات األول: ارتفاع منسوب البحر في مناطق الساحل الشمالي خاصة في دلتا النيل والثاني: سيكون على األرجح تقلب منسوب النيل. ونظر ا لألثر الكبير الذي يحمله التغير المناخي على شعوب المنطقة العربية ورفاهيتها فإن التقرير األخير للتنمية البشرية في مصر يصف هذه التغيرات بكلمات واضحة:»كما تم تحديد األمر في تقرير المبادرة الوطنية لالتصاالت وهي معاهدة األمم المتحدة حول التغير المناخي UNFCCC فإن أكثر القطاعات تضرر ا بالتغير المناخي هي المناطق الساحلية وموارد المياه والزراعة. ويف مصر سيلحق التغير المناخي الكثير من األضرار بالمستوطنات البشرية وأجزاء كبيرة من األراضي الزراعية والمناطق الصناعية في الساحل الشمالي. وتظهر التقديرات أن 0.5 متر من ارتفاع منسوب البحر سوف يؤدي إلى غرق كم 2 من مساحة األرض المزروعة بالمحاصيل في دلتا النيل وسيؤدي إلى تصاعد االتجاه نحو التصحر وذلك في شكل تملح بقية األراضي. وقد يؤدي هذا إلى خسائر اقتصادية تتجاوز 35 بليون دوالر وتهجير 2 مليون إنسان. أما ارتفاع منسوب البحر بمعدل متر واحد قد يؤدي إلى تهجير 6 ماليين وغرق كم 2 من األراضي الزراعية. وسيؤدي هذا إلى تهديد األمن المعيشي ومن ثم سيؤدي إلى تراجع في التنمية اإلنسانية. وقد يؤدي التغير المناخي أيض ا إلى تقلب في الفيضان السنوي للنيل والذي يمد مصر بنحو %97 من مصادرها المائية المتجددة. وقد توقعت النماذج الهيدروليكية واإلحصائية المتوفرة زيادة بنسبة %30 أو انخفاض ا قد يصل إلى %70 )االلتقاء األعلى( في تدفق مياه النيل.

59 57 يحمل هذان السيناريوهان عواقب بالغة الخطورة تزيد من مخاطر الفيضان أو الجفاف الذي قد يؤدي إلى تقلص نسبة األراضي المزروعة وهو األمر المرتبط بانخفاض نسبة إنتاج الغذاء وارتفاع نسبة البطالة وصراعات المياه. وعلى األرجح سيؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تقليص نسبة المحاصيل الرئيسية وزيادة نسبة المتطلبات المائية. هذا التأثير المزدوج الرتفاع درجة الحرارة وارتفاع منسوب البحر ونقص المياه والظروف البيئية األخرى قد تكون أسباب ا عامة النهيار النظام الزراعي في مناطق عديدة في مصر. ا مؤسسي ا على هذه المخاطر من خالل لجنة وزارية على أعلى وتطور مصر رد مستوى يقودها وزير البيئة. ويف هذا الوقت فإن مصر تعد للتقرير الوطني الثاني لالتصاالت إلى»معاهدة األمم المتحدة اإلطارية بشأن تغير المناخ UNFCCC والذي سيحدد بشكل أكبر القطاعات المتأثرة وسيتضمن تبني استراتيجية وطنية لمواجهة التغير المناخي. ومع ذلك سيتطلب حجم المخاطر التي يحملها التغير المناخي سياسة إصالحات بعيدة المدى عبر كل قطاعات االقتصاد )تقرير التنمية البشرية في مصر.)222 :2008

60 58 شكل 4: السكان المعرضون لخطر ارتفاع منسوب مياه البحر في دول شمال إفريقيا بمعدل 5 أمتار )AFED 2006:131( فيما يتعلق بمصر فإن هناك العديد من المواقف التي تشكل تخطيطا ضروري ا للطوارئ لمعالجة ارتفاع مناسيب مياه البحر. وقد تم توصيف النقاشات بهذا الصدد في منتدى المعلومات واإلعالم في 12 مارس 2008 كاآلتي:»إن ارتفاع منسوب مياه البحر بسبب االحتباس الحراري له تأثيرات سلبية كبيرة على الشريط الساحل كثيف السكان وسيكون له عواقب وخيمة على االقتصاد والزراعة والصناعة في البالد. وباإلضافة إلى الضغوطات الديمغرافية المتزايدة فإن ارتقاع منسوب مياه البحر سيؤدي إلى تحويل ماليين السكان إلى الجئين بنهاية القرن وذلك بحسب خبراء المناخ«.

61 59 وعلى الرغم من احتمالية هذا السيناريو فإن العلماء والمسئولين الحكوميين غير متفقين على وضع خطط للطوارئ. وتعتبر دلتا النيل واحدة من أكثر مناطق العالم كثافة بالسكان والمزروعة بكثافة طبق ا للتقرير الرابع لعام 2007 الصادر عن اللجنة الحكومية للتغير المناخي وهي واحدة من أكثر المناطق المجتمعية عرضة لإلصابة بتأثير التغير المناخي. وطبق ا لمحمد الراعي أستاذ الفيزياء بجامعة اإلسكندرية فإن ارتفاع منسوب البحر المتوسط بمعدل 59-9 سم قد يؤدي إلى غمر العديد من المناطق الساحلية المنخفضة في مصر. وتمتد المنطقة الساحلية في مصر عبر أكثر من كم على امتداد البحر المتوسط والبحر األحمر ويقطنها %40 من ال 80 مليون مصري. ويعيش أغلب هذه النسبة في المراكز الحضرية مثل اإلسكندرية وبورسعيد ودمياط ورشيد والسويس. السيناريو األسوأ لمدينة اإلسكندرية ويمكننا أخذ مدينة اإلسكندرية باعتبارها تمثل السيناريو األسوأ. ويقدر الراعي أن ارتفاع منسوب مياه البحر المتوسط سيؤدي إلى فقدان وظيفة وتهجير 1.5 مليون إنسان. وسيؤدي هذا األمر إلى تهديد موارد المياه العذبة نتيجة ترسب مياه البحر وإلى تدمير اإلنتاجية الزراعية والمناطق الصناعية واإلضرار بصناعة السياحة. وباستخدام نموذج التضاريس الرقمية وبيانات التوزيع العالمي للسكان فإن تقرير اللجنة الوزارية للتغير المناخي لعام 2007 قدر أن أكثر من مليون شخص سيكون عرضة لماذا في العام 2050 في أكبر دلتاوات العالم وهي: دلتا نهر الجانج - براهمابوترا في بنجالديش ونهر الميكونج في فييتنام ودلتا النيل في مصر.

62 60 االتجاهات الحالية لمناسيب مياه البحر في مصر ا بجمع ثالث محطات يقوم معهد البحوث الساحلية في اإلسكندرية حالي مراقبة لقياس ارتفاع مستوى البحر على السواحل المصرية في اإلسكندرية وبرج البرلس وبورسعيد. وطبق ا إلبراهيم الشناوي مدير المعهد فإن المقاييس تشير إلى ارتفاع منسوب البحر بمعدل 1.6 مم كل عام في اإلسكندرية و 2.3 مم في برج البرلس و 5.3 في بورسعيد. وتشير هذه األرقام إلى هبوط في الرمال )يقدر ب 0.4 مم كل عام في اإلسكندرية و 1.1 مم في برج البرلس و 3.53 مم في بورسعيد( ويقدر االرتفاع الصافي لمنسوب مياه البحر ب 1.2 مم في اإلسكندرية و 1.2 مم في برج البرلس و 1.95 مم في بورسعيد«وذكر التقرير الوزاري المشار إليه أن المعدالت العالمية الرتفاع منسوب مياه البحر في القرن العشرين قدرت في المتوسط ب 1.7 مم في العام. وحذر من أن الزيادات الحالية في هذا المعدل بفعل انبعاث غازات ظاهرة الصوبة الزجاجية واالحتباس الحراري سوف تؤدي إلى ارتفاع مياه البحر بمعدل يتراوح من )3-1 متر( في القرن الحالي. ويرى الشناوي أنه بافتراض ارتفاع درجات الحرارة في مصر بنسبة 1.8 درجات مئوية وهو األمر المتوقع حدوثه بحلول العام 2100 فإن مستوى مياه البحر سوف يرتفع بمعدل 72 سم في بورسعيد و 28 سم في اإلسكندرية و 35 سم في برج البرلس. وتشير التوقعات العلمية المناخية التي تضمنها التقرير إلى ارتفاع متوسط درجات الحرارة في العالم بنسبة درجات مئوية بنهاية القرن الحالي.

63 61 ماذا سيكون الرد على هذا التهديد تقول الهيئة المصرية لشئون البيئة:»إن العديد من المقاييس يمكن وضعها موضع التطبيق للتعامل مع التأثير السلبي الذي تشهده المناطق الساحلية وبما في ذلك تغذية الشواطئ )وذلك بعزل الرمال على الشواطئ( وبناء حواجز األمواج والتشديد على قواعد االمتداد الحضري في المناطق المعرضة للمخاطر وإجراء تغيرات في استخدام األراضي واإلدارة المتكاملة للمناطق الساحلية«. ويهدف برنامج اإلدارة المتكاملة للمناطق الساحلية الذي تم دعمه من قبل برنامج األمم المتحدة للتنمية إلى حماية الموارد الطبيعية في المناطق الساحلية ودعم التنمية ا للجنة األوروبية فإن هذا البرنامج يعتبر جديد ا نسبي ا ومتعدد المستدامة. وطبق المجاالت ويطور مفاهيم تركز على جمع المعلومات والتخطيط واتخاذ القرارات ومراقبة تنفيذها. ويقول محمد بيومي أخصائي البيئة في برنامج األمم المتحدة للتنمية:»إن الحكومة المصرية عملت لما يقارب الثالثين عام ا على الحد من تآكل المناطق الساحلية ووضع قواعد لحماية الشواطئ خاصة من خالل وضع حواجز في النيل والدلتا«. وأكد أيض ا أن هذه الهياكل المحكمة التي تم بناؤها لحماية الشواطئ من تآكل البحر يمكن أن ا للتكيف مع التغير المناخي وارتفاع منسوب مياه البحار«. تستخدم حالي ولكن طبق ا للشناوي»فإنه ال توجد حالة ملحة التخاذ إجراءات عاجلة في هذا الخصوص فالموقف ال ينبئ بالخطر والعملية تجري ببطء شديد ويجري األمر بمعدل مليمترين فقط في العام الواحد وسوف تعاني مناطق محددة فقط من هذا االرتفاع

64 62 وليس كلها ولكن سنستمر في أبحاثنا وجمع المعلومات بدال من االستثمار في الفراغ وإنفاق مبالغ ضخمة بدون داع «. على الرغم من أن تقييم معايير الطوارئ لم يتم إجراؤه في مصر فإن التقرير الحكومي لعام 2007 يشير إلى أن تكاليف التكيف مع التغير المناخي سوف تكون أقل بكثير من تكاليف ما بعد الكارثة. الدعوة إلى إجراءات عاجلة على العكس من الشناوي فإن خبراء بيئة آخرين يرون أن هناك حاجة إلجراء تحوالت في السياسة العامة وتنفيذ استراتيجيات وطنية للتكيف مع التغير المناخي لحماية المناطق العرضة للتأثر. فإن خطط الطوارئ التي اقترحتها الحكومة لحماية صناعة السياحة في المقام األول ولكنها ليست متعلقة مباشرة بتأثير التغير المناخي واالحتباس الحراري. وهناك معايير تكيف أخرى مطلوبة للتعامل مع التغير المناخي وسوف تكون أقل كلفة بالنسبة للقطاع السياحي قياس ا بفقدان الشواطئ بشكل كامل. ونحن نعمل اآلن مع العديد من المنظمات الثقافية لرفع الوعي والحصول على حلول أفضل من قبل صانعي القرار«. وتوضح الصورتان التاليتان لدلتا النيل عواقب ارتفاع منسوب مياه البحر بمستويين مختلفينلالرتفاع 0.5 مترو 1 متر.وقدتمتصميمهمالبرنامجاألممالمتحدةللبيئة وتوضحان كذلكتقديرات السكان المتوقعتأثرهم وتقديراتخسارة األراضي المحصولية.

65 63 شكل 5 )Source:

66 64 مشكلة المياه ا تحت ظروف الندرة المائية باستثناء العراق فإن كل الدول العربية تعيش حالي ويف بعض األحوال الندرة الحادة وسوف يصبح الوضع أسوء في السنوات القادمة. وأحد األمثلة على هذا التوقع هو تقرير AFED لعام 2006 والذي يميز بين 3 نقاط في الوقت ويقدر أزمات المياه لكل دولة من 13 دولة. وبالنسبة لمصر فإن الوضع المائي كما أوضحت دراسة لمركز الدراسات المستقبلية بمركز المعلومات CFS صدرت بالعربية وتوضح الصورة التالية مدى التآكل الفعلي بوضوح. مشكالت المياه في الدول العربية شكل 6 )AFED 2006:64(

67 65 يتميز الموقع الجيوبوليتكي لمصر بالخصوصية الشديدة فهي تقع في إفريقيا وتجاور كال من آسيا وأوروبا ويعتبر قربها لكل من إسرائيل وفلسطين ووجود قناة السويس بها ونهر النيل الذي يغذي أيض ا 9 دول أخرى ووجودها على الحدود مع دولة كالسودان المنخرطة في حرب أهلية تعتبر كل هذه مؤشرات لسلسلة من التعقيدات ومن ثم قضايا وتحديات مستمرة ومزمنة فيما يتعلق باألمن القومي واالستراتيجية. وتركز العديد من المؤسسات ومنها بالطبع المخابرات والخبراء العسكريون على هذه الموضوعات المعقدة. ويعتبر مركز األهرام للدراسات السياسية واالستراتيجية واحد ا من أقدم وأكثر المؤسسات والمراكز البحثية تأثير ا في المنطقة والتي تركز على مثل هذه القضايا. ولكون الدراسات التي تناولت هذه القضايا الحساسة والتفكير المستقبلي في الغالب لم تترجم ولم ت تح للعامة فال مجال لذكرها هنا إذ إن هذا ربما سيحتاج إلى فصول إضافية وموارد إضافية. وهنا موضوع آخر متعلق بالثقافة السياسية وأنماط السياسة. وقد أشير في تقرير AFED للتنمية المستدامة في المنطقة أن هناك عدم توازن متغير بين التفكير قصير المدى وطويل المدى والقرار في مصر والدول الشبيهة لها:»في الماضي فإن التخطيط قصير المدى كان عقبة رئيسية أمام صناعة سياسات التنمية المستدامة. أما اليوم فهناك محاوالت في االتجاه المعاكس حيث هناك تجاهل للتحديات البيئية الضاغطة في الوقت الذي توضع فيه حزمة سياسات كبرى طويلة المدى وهو ما أصبح يطلق عليه في الممارسة الهروب إلى األمام. ويف الوقت الذي يكون فيه النظر قدم ا إلى المستقبل حاجة ملحة من أجل التخطيط البيئي السليم فإن تجاهل القضايا الحالية لن يحل األزمات. وقد يكون التفكير في األهداف طويلة المدى أمر ا نبيال غير أن

68 66 األزمات العاجلة التي يتم تجاهلها سوف تتفاقم األمر الذي يعني خلق تحديات كبرى في المستقبل. وهناك بعض المخططات الممتازة التي تم اإلعالن عنها فيما يتعلق بالقضايا الرئيسية في المنطقة مثل الطاقة المتجددة والمياه وإدارة السواحل وهي مخططات ذات طموحات عالمية ولكن ال يجب أال ي صرف االهتمام عن المؤشرات البسيطة المطلوبة بشكل عاجل على المستوى المحلي لتحقيق استخدام كفء وسليم للموارد«. XXI( )AFED 2006: وسوف نرى ما إذا كانت ستؤدي الثورات في المنطقة العربية قد أدت أو ستؤدي إلى إنتاج ثقافة وحياة سياسية ناضجة حيث تتوازن فيها األهداف قصيرة المدى وطويلة المدى واالعتبارات المختلفة أكثر مما كانت عليه في الماضي. نموذج للتطبيقات الموجهة نحو المستقبل: سخم SEKEM باإلضافة إلى هذه المؤسسات والنشاطات والقضايا البحثية فمن الضروري أن نروي قصة نجاح عملية من وسط الصحراء المصرية والتي يبدو أنها قادمة من األزمنة المستقبلية. في العام 1977 سافر شاب مصري عبر الصحراء شمال غرب القاهرة وهو يحمل معه رؤية وقدر ا كبير ا من المثالية والخبرة واإلبداع. واكن إبراهيم أبو العيش قد درس الكيمياء والصيدلة والطب في مدينة جراتز )النمسا( وعمل هناك في هذا المجال لسنوات عديدة. اآلن عاد أبو العيش بعد عدة سنوات إلى وطنه األم وقد أصيب بالصدمة جراء سوء األحوال فيه وتدني مستوى المعيشة المنخفض بالنسبة

69 67 لمعظم الشعب المصري»خالل رحلتي عبر مصر الحظت األسى في كل مكان وهو األسى الذي لم يختبره هذا الشعب من قبل ولم أختبره من قبل باعتباري واحد ا منهم. وبسبب هذا اإلدراك أردت أن أؤسس تنظيمات جديدة للشعب المصري«. )أبو العيش: 2005:67(»لكن هذا دفعني إلى حد بعيد للحركة ولقد أدركت أن ضواحي المدن تعكس اتجاه الروح المعنوية. ولكن شعرت بكثير من التعاطف مع هؤالء الذين هم غير مسئولين عن وضعهم ولكنهم كانوا مجبرين على تحمله. ولكن عملي في علم طبائع البشر قد دلني على طريقة ما لتحريرهم من مأساتهم«. )أبو العيش 2005:67( وقرر أن يحقق رؤية طموحة للغاية في وسط الصحراء في وسط الرمال الساخنة وهي أن يبدأ تنمية ملموسة للبشر واألرض والمجتمع من أجل التعايش السلمي بين ثقافات متنوعة. ومن هنا تم بناء مشروع SEKEM والكلمة سخم هي ترجمة لكلمة فرعونية معناها قوة الشمس المانحة للحياة )أبو العيش: 2005:13( وبشكل عام تعني الحيوية. بمرو الوقت أصبح المشروع شركة قابضة تضم العديد من الشراكت والوحدات وخطوة بخطوة وجدت مجاالت عمل جديدة وانفصلت وحدات وشراكت وحقق المشروع معدالت نمو عالية وضمت موظف. ويف البداية كان هناك مشروع للزراعة الحيوية وزراعة األعشاب الطبية وإنتاج المواد الخضراء فارما وأنواع الشاي ثم هناك أيض ا أنواع الطعام واألنسجة. واليوم تدير شركة ليبرا قطاع الزراعة وتنسق مع شبكة هائلة من المزارعين حول مصر. ويتم إنتاج تنويعة كبيرة ا من األدوية الصيدالنية من خالل ATOS.كما يتم إنتاج وتوزيع الغذاء العضوي محلي ا من خالل شركة ISIS وتتخصص الشراكت األخرى في تصنيع األنسجة القطنية ودولي

70 68 العضوية NatureTex والتعبئة Hator والبرمجيات.SALIS ويتم تصدير %30 من األغذية و %80 من المنسوجات. وتعتبر رؤية ومعايير اإلنتاج والخدمات في مشروع سخم في غاية الجودة. ويوضح الدكتور أبو العيش فلسفته في كتابه قائال :»لقد أنشأنا مفهوم اقتصاد الحب إذ إننا نريد عن قصد أن يكون مشروعنا الزراعي معتمد ا على مبادئ الحب مثل الشعور بالمسئولية نحو األرض والنبات والحيوان وذلك إلشاعة الثقة بين الناس حتى أنه عندما كان سعر السوق أقل بكثير من األسعار المتفق عليها فدائم ا ما كنا نتعامل مع المزارعين باألسعار المتفق عليها.«ويعتبر إنشاء مشروع سخم وتطويره ليصبح شركة قابضة سعي ا طموح ا واكن عليه أن يتغلب على كثير من الخالفات والعقبات. ونعرض هنا ألحد هذه العقبات الخطيرة ألنها مثال نموذجي. في البداية كان هناك تدخل من الجيش في المشروع فبعد أن تمت زراعة آالف من األشجار في المنطقة الصحراوية اقتربت مركبات الجيش ودمرت 3 مزارع وذلك دون أي اتصال أو إنذار مسبق فقد أراد أحد الجنراالت أن يحتل هذه المنطقة ألغراض عسكرية على الرغم من وجود مناطق شاسعة في هذه المنطقة مستخدمة بالفعل من قبل الجيش. ولقد تطلب األمر من أبي العيش وأصدقائه وزمالئه عدة أسابيع للدخول في نقاشات مع صانعي القرار السياسي قبل أن ينسحب ا. ولم يكن هناك أي تعويض لألضرار التي لحقت بالمشروع ألنه ال الجيش نهائي يوجد مثل هذا المفهوم عندما تتورط النخب في مثل هذه المشكالت. وإذا نظرنا إلى الخلف وجدنا أبا العيش يقول إن هناك العديد من المهارات الضرورية للتغلب على

71 69 مثل هذه المشكالت وغيرها ثالث قدرات نمت بداخلي خالل حياتي:»القدرة على التعلم والمهارات االجتماعية والطاقة إلنجاز األشياء«. )أبو العيش 2005:67( يعمل مشروع سخم بروح بروميثية أسطورية محبة للعمل وذلك منذ أن ظهرت النية للقيام بإنجاز عمل كبير ومعقد. كانت فكرة المشروع أنه سيكون»واحة وسط البيئة الصحراوية المعادية.«)أبو العيش: 13 ( 2005: وذلك لخلق حياة وسط هذه الظروف السيئة للغاية. هذه االستعارة ال يمكننا تفسيرها فقط بمعان بيئية بيولوجية أو زراعية بل أيض ا بمعان ثقافية مجتمعية وربما أيض ا سياسية وهي استعارة عن مشروع التنمية المستدامة الطموح وسط ظروف وسياقات في غاية السوء وبيئة متخلفة ال تسود فيها فكرة التأمل الذاتي وتحقيق الذات والتقدم النقدي واالنعتاقي وغير متعلم وغير مرحب به وال ي درس. واكن التعامل مع هذه الظروف الراكدة وإصالح نماط السلوك أمر ا أصعب من التعامل مع العوائق السياسية والقانونية»لقد تعلمت ببطء أن كثيرين ممن تعاملت معهم ليس لديهم مفهوم عن فكرة الوقت أو أنهم اختبروا الوقت بطريقة مختلفة. ولكن من الممكن أن نخطط قدم ا أن نضع أهداف ا وأن نحلل وأن نصحح المسار وأن نتأمل أفعال الفرد من منظور الوقت. في الوقت نفسه رأيت الكثير من الحميمية واالنفتاح من هؤالء الذين عاشوا بشكل كامل في مشاعرهم الخاصة ويتعاملون من منطلق أمزجتهم.«)أبو العيش 76(. 2005: واكن الدرس األهم الذي تعلمه الدكتور أبو العيش وفريقه هو االندماج في كل خطوات التعلم باعتبارها نماذج مثالية يأمل أن يقتدي اآلخرون بها. وقد تم تدريب المربين في مشروع سخم من خالل فلسفة رودولف شتانير واتبعوا شعار»األشكال الخارجية تساعد على تطوير العقل.«)أبو العيش 76(. 2005:

72 70 ويف الوقت نفسه يستخدم مشروع سخم من مناهج اإلدارة الحديثة على سبيل المثال يستخدم مقاييس»مؤشرات األداء الرئيسية«و»إدارة الجودة الكلية«وذلك لتحسين استخدام المشروع ككل. ا مركزي ا في مشروع سخم فهناك 600 تلميذ منتظمون ويلعب التعليم والتعلم دور في مدرسة المشروع وحوالي 60 معلم ا يقدمون دروسا للتالميذ واألطفال في مرحلة الرياض. كما أن هناك دورات خاصة لألطفال المتسربين من التعليم من القرى المجاورة وبرامج تدريب موسمية في العديد من المجاالت المهنية مثل تجهيز األخشاب واإلليكترونيات والتعليم اإلضافي للبالغين ومدرسة لتدريب األطفال المعاقين. باإلضافة إلى هذا فهناك مركز طبي يعمل فيه ستون طبيب ا وصيدلية. كما تم إنشاء أكاديمية للفنون والعلوم والتكنولوجيا التطبيقية منذ عدة سنوات وهي أكاديمية لها عدة شراكات مع العديد من الجامعات المصرية واألجنبية. ومنذ عامين تم إنشاء جامعة تسير على مبادئ التنمية المستدامة في كل أقسامها: وهي جامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة التي تم االعتراف بها بالمرسوم الرئاسي رقم 298 لعام ومن أجل التفاعل االجتماعي فهناك جمعية تعاونية للعاملين بسخم وجمعية سخم للتنمية. ويقول أبو العيش:»ال أعرف على وجه التحديد كيف التقيت بهؤالء األشخاص الرائعين الموحين هل ساقنا الحظ إلى هذا أم أن السماء تساعد هؤالء الذين يسعون إلى المثالية.«)أبو العيش 125(. 2005: ومن المنتظر أن تعزز كل الخبرات والرؤى والمناهج التي يحظى بها مشروع سخم كل التغيرات المستقبلية في مصر بطريقة إيجابية. وقد كتب حلمي أبو العيش المدير التنفيذي لمشروع سخم في مقدمته لتقرير التنمية المستدامة»ستكون هذه

73 71 هي البداية لفترة جديدة في مصر بلدنا التي سوف تتغير وسنقوم في سخم بأقصى جهدنا لنقود هذا التغير ليصبح مستقبال مزدهر ا وسنعطي مثاال حي ا للتنافسية بعيدة المدى.«)مجموعة سخم 2(. 2011: في نهاية العام 2011 نشرت مجموعة سخم تقريرها الرابع عن التنمية المستدامة. ويقدم هذا التقرير التقدم الذي أحرزه المشروع وكذلك التحديات الموجودة والمتوقعة أمام المجموعة فيما يتعلق باألبعاد األربعة للتنمية المستدامة كما عرفها المشروع: الحياة االقتصادية والحياة االجتماعية والحياة الثقافية ولكها ضمن سالمة بيئة الكوكب. شكل 7: زهرة االستمرارية سخم )SEKEM 2011: 2( تمثل زهرة االستمرارية أداة إلدارة المعلومات واالتصاالت وتمثل مفهوم التنمية المستدامة في أبعاده األربعة )اإليكولوجيا بأبعادها الفرعية الستة الحياة المجتمعية

74 72 الحياة الثقافية الحياة االقتصادية(. ومن أجل قياس التغيرات المتعلقة بأهداف المشروع سخم للتنمية المستدامة تم تطوير سجل ألداء التنمية المستدامة.»لقد أدركنا أن العام 2010 يعتبر منعطف ا في تقارير األنشطة باعتباره العام األول في مجموعة من األهداف التي يجب أن تتحقق على مدار 3 سنوات. لقد تعلمنا بالتأكيد كيف نحسن من عملية تحديد األهداف وسوف نطبق هذا في المرحلة القادمة. لقد نجحنا في أن نطابق زهرة االستمرارية مع معايير ال GRI»مبادرة اإلبالغ العالمية«وكذلك المعايير العشرة التفاقية األمم المتحدة العالمية. بالنسبة للعام 2011 لقد خططنا للتركيز على تطوير ومراجعة تقاريرنا طبق ا لزهرة االستمرارية. أيض ا علينا أن نستكشف اإلمكانيات األبعد لتقترب تقاريرنا من دليل األيزو المنشور مؤخر ا«. )تقرير سخم 2( 2011: ويعتبر التقييم اإلجمالي للعام األخير لسخم في غاية اإليجابية فعلى سبيل المثال تزايدت المبيعات بنسبة %15.7 بهامش ربح %7.9.»لقد طورنا من تقييم مخاطرة االستمرارية ومن تحليل الفجوة على مستوى الشركة وكذلك محاولة االقتراب الصارمة من استراتيجية االستمرارية. ولقد تم التأكيد على أهدافنا الثقافية بتخريج مجموعة من طلبة البكالوريوس في اليورثيمي Eurhythmy في مصر. وعالوة على هذا لدينا 17 مشروع ا للبحث والتطوير في العديد من الموضوعات مثل األدوية النباتية وأبحاث التربة ومسببات األمراض وتطوير المواد التعليمية للمدارس المصرية.«)مجموعة سخم )2 :2011

75 73 على الرغم من هذه النجاحات فإن اإلدارة تريد أن تتجاوزها كما هو الحال في البعد البيئي»على الرغم من أن أثرنا البيئي ال زال قياس ا بشراكت ومشروعات الزراعة التقليدية منخفضا نسبي ا فإننا ما زلنا نأمل أن نخفضه بشكل أكبر وذلك من خالل التقييم والمراقبة والتطوير لتأثيرنا الكلي من أجل تنفيذ الحلول طويلة المدى المرتبطة بمعايير األداء األفضل.«)سخم 2011:2( يبرهن النموذج الذي تمثله مجموعة سخم على أن الكثير من التقدم المذهل قد يحدث على الرغم من الظروف المعقدة وذلك في حال ما عملت اإلدارة على أساس المبادئ التي تحتويها فكرة التنمية المستدامة. نموذج للتطبيقات الموجهة نحو المستقبل: مشروع ديزرتيك DESERTEC في شتاء 2009 اكتسب أحد المشروعات زخم ا كبير ا بعد سنوات عديدة من النقاش. وكما ورد في المشروع نفسه فإن فكرة ديزييتك ستؤدي إلى إمكانية االستفادة ا والولوج إليها. هذه الطاقة من مصادر الطاقة األكبر على كوكب األرض تكنولوجي موجودة في الصحاري في المناطق المحيطة بخط االستواء. وقد تم تصميم هذا المشروع من أجل أن يجعل استخدام الصحاري والتكنولوجيا المتاحة لتعزيز األمن العالمي للطاقة والمياه والمناخ. ومن أجل هذا الغرض فإن المشروع ديززيتك يستهدف أوروبا والشرق األوسط»منطقة»MENA للبدء في التعاون من أجل أن تنتج الطاقة والكهرباء وتحلية المياه باالستخدام المركز للطاقة الحرارية والشمسية وطاقة الرياح المولدة عن

76 74 طريق طوربينات والمركزة في صحاري منطقة MENA والتي توجد مساحة شاسعة منها في مصر. هذه التكنولوجيا بإمكانها أن تلبي المطالب المتزايدة إلنتاج الطاقة وتحلية مياه البحر في منطقة MENA وأن تنتج طاقة كهربائية نظيفة يمكن نشرها عن طريق خطوط التيار عالي الجهد المباشر بخسارة نقل نسبية ألوروبا تقدر ب )%15-10(. ومن المتوقع أنه بحلول عام 2050 سوف يتم تلبية %15 من الطلب األورويب على الكهرباء من خالل منطقة الصحاري. والتكنولوجيا المطلوبة لتحقيق مشروع ديزيرتك تم تطويرها بالفعل منذ عقود. وقد تم إنشاء شركة الطاقة المتجددة عبر المتوسط TREC عام 2003 من خالل نادي روما ومؤسسة حماية البيئة بهامبورج والمركز الوطني ألبحاث الطاقة في األردن. لقد طورت الشركة هذا المفهوم»ديزرتيك«واستكملت األبحاث المتعلقة به بالتعاون مع المركز األلماني ألبحاث الفضاء. وتعمل الشركة على تحقيق هذا المفهوم من خالل التعاون الفعلي مع رجال السياسة والصناعة وعالم المال. وقد تم تأسيس مؤسسة ديزيرتك من أجل تعزيز ودعم هذه األنشطة وإعطاء دليل للوصول إلى الجودة المطلوبة في األهداف االجتماعية واإليكولوجية. ونواة الشركة هي شبكة دولية من العلماء والسياسيين والخبراء المتخصصين في التنمية وتنفيذ أشكال الطاقة المتجددة. ويبلغ أعضاء الشركة 60 عضو ا وتضم صاحب الجاللة الملكية األمير الحسن بن طالل وهم في الغالب على صلة بالحكومات الوطنية ومستثمري القطاع الخاص وذلك بهدف توصيل المنافع التي من الممكن تحقيقها من االستخدام التعاوين للطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتطوير مشروعات معينة في هذا المجال. انظر

77 75 شكل 8: الشبكة األوروبية الرابطة بين أوروبا وشمال إفريقيا والشرق األوسط: تخطيط للبنية التحتية الممكنة للطلب الدائم على الطاقة في هذه المنطقة. )املصدر ) على أساس فكرة ديزرتيك في أكتوبر 2009 تم إنشاء شبكة صناعة فريدة في ميونخ/ ألمانيا. وهي مبادرة لتطوير موارد طاقة معتمد عليها ودائمة وصديقة للبيئة من الصحراء في الشرق األوسط وشمال إفريقيا. وتم إنشاء شركة DII من خالل مجموعة من األعضاء المؤسسين وهي مكونة من 12 شركة إلى جانب مؤسسة ديزرتيك. هذه المجموعة الصناعية تهدف إلى التنفيذ المتسارع لمفهوم ديزرتيك كما تم تطويره من خالل مؤسسة ديزرتيك. وتنوي مجموعة DII أن تساهم بالقرب في خطة المتوسط الشمسية MSP وهي مبادرة تم إطالقها من خالل الرئاسة الفرنسية لمجلس الوحدة األوروبية في إطار االتحاد من أجل المتوسط. وتهدف خطة المتوسط الشمسية إلى